الثلاثاء 2025-12-09
11:32:31
تعليقات: 0
غزة: حسام الغرباوي:
يواصل المنتخب الوطني الفلسطيني "الفدائي" كتابة فصول جديدة من المجد والاعتزاز، بعد أن حقق تأهلًا تاريخيًا إلى الدور الثاني من بطولة كأس العرب قطر 2025، متصدرًا مجموعته بجدارة واستحقاق، لم يكن هذا الإنجاز وليد اللحظة، بل جاء ثمرة رؤية استراتيجية قادتها القيادة الرياضية الفلسطينية ممثلة بالفريق جبريل الرجوب، الذي عمل على ترسيخ منهج بناء منتخب قوي، مستقر فنيًا، يعتمد على الطاقات الوطنية الكفؤة، وقد تجسدت هذه الرؤية عمليًا تحت قيادة المدير الفني الوطني الكابتن إيهاب أبو جزر وجهازه المعاون، الذين قدموا نموذجًا فريدًا في التخطيط والعمل والانضباط والهوية.
تألق يُجسّد صلابة فلسطين
دخل الفدائي بطولة كأس العرب 2025 بروح جديدة وإصرار مختلف، ليقدم أداءً يليق بصمود الشعب الفلسطيني رغم الظروف الصعبة التي تعيشها غزة والضفة والشتات، فقدّم اللاعبون مستويات لافتة في دور المجموعات، ليحققوا فوزًا تاريخيًا على قطر (1–0)، ثم تعادلًا شجاعًا مع تونس (2–2)، قبل أن يختموا المشوار بتعادل ثمين أمام سوريا حسم صدارة المجموعة برصيد خمس نقاط.
هذه النتائج لم تكن مجرد أرقام في جدول المنافسة، بل رسالة قوة وعزيمة وشهادة واضحة على التطور الكبير الذي يعيشه المنتخب، وصورة لمنتخب واثق بنفسه، منظم في أدائه، وقادر على المنافسة الحقيقية أمام كبار القارة.
قيادة رياضية داعمة
لم يكن التطور الواضح للمنتخب الفلسطيني ليتحقق دون الدعم المباشر والمتواصل من القيادة الرياضية، وعلى رأسها الفريق جبريل الرجوب، الذي عمل خلال السنوات الماضية رغم مضايقات الاحتلال الإسرائيلي على: "تطوير البنية المؤسسية للكرة الفلسطينية، منح الثقة الكاملة للمدربين الوطنيين، توسيع قاعدة الاحتراف الخارجي للاعبين الفلسطينيين، تثبيت استقرار إداري مستدام حول المنتخب، ودعم على المستويين السياسي والشعبي.
هذه المنظومة وفّرت بيئة عمل احترافية لم تشهدها الكرة الفلسطينية في السابق، مما ساعد على بناء قاعدة صلبة لمنتخب منافس على المستوى العربي والآسيوي والدولي أيضاً.
بصمة واضحة بقيادة أبو جزر
قدّم المدير الفني الوطني الكابتن إيهاب أبو جزر نموذجًا ناجحًا في قيادة المنتخبات الوطنية، عبر خطة تعتمد على: "هوية لعب واضحة، انضباط تكتيكي عالٍ، ثقة باللاعب المحلي والمحترف على حد سواء، إدارة ذكية للمباريات، استطاع من خلالها أبو جزر، ومعه طاقمه المميز، أن يخلق شخصية قوية للمنتخب داخل الملعب وخارجه، مستندًا إلى فهمه العميق للكرة الفلسطينية وللاعب الفلسطيني، الأمر الذي انعكس مباشرة على مستوى الأداء والنتائج.
صلابة دفاعية وتنظيم تكتيكي
قدّم الفدائي واحدة من أفضل النسخ تكتيكيًا، خاصة على المستوى الدفاعي، حيث أظهر اللاعبون انضباطًا عاليًا في ضغط الكرة، وإغلاق المساحات، والالتزام بالأدوار، إضافة إلى سرعة التحول من الدفاع للهجوم.
وفي المباراة الحاسمة أمام سوريا، تجلت قوة التنظيم الدفاعي بوضوح، إذ نجح المنتخب في إحباط كل محاولات الاختراق السورية، وحافظ على نتيجة التعادل التي ضمنت الصدارة ليحقق نتائج مشرفة في بطولة كأس العرب قطر 2025.
منتخب يصنع المستقبل
إن التأهل التاريخي للفدائي إلى الدور الثاني من كأس العرب ليس محطة عابرة، بل خطوة جديدة ضمن مسار طويل من البناء الحقيقي للكرة الفلسطينية، قيادة رياضية تضع الأساس، وجهاز فني وطني يعمل بإخلاص واقتدار، ولاعبون يقاتلون بشرف… معادلة صنعت منتخبًا يليق باسم فلسطين وصمود شعبها، ليصبح الفدائي اليوم ليس مجرد منتخب، بل حكاية وطن، وإرادة لا تنكسر، ورسالة تقول للعالم: "فلسطين تستطيع… بجهود أبنائها ودعم قيادتها وإخلاص نجومها داخل الملعب وخارجه".
![]() |















