- فوز المغرب وإسبانيا والبرتغال باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030
- فدائي الصالات يستعد لتصفيات كأس آسيا
- الاتحاد الخليجي لكرة القدم : نبارك للأشقاء في المغرب على استضافة كاس العالم 2030
- فيديو: الشجاعية والهلال .. الاتجاه المعاكس في الدوري الممتاز
- الاتحاد الآسيوي: المكبر يخسر أمام النهضة العماني برباعية
- جدول مباريات الجولة 4 من دوري المحترفين
كتب - عبد الرحيم أبو حديد
في عصرنا الحديث تطورت إشكال الحياة ووسائل الاتصال فخرج على البشر العديد من الوسائل المختلفة في نقل الثقافية للشعوب فبعد السينما جاء التلفزيون وصولا إلى الشبكة العنكبوتية التي أوجدت أساليب أخرى في الحياة وجعلت العالم اصغر .
وفي خضم ذلك فان الرياضة صارت تأخذ حيزا كبيرا من حياتنا وكرة القدم هي الرياضة الأكثر تفاعلا وما يتوج جمال كرة القدم بطولة كاس العالم ( المونديال) فيتعدى المونديال كونه منافسة رياضية ليصل إلى تحقيق أهداف ثقافية واقتصادية ، يتفاعل العالم مع المونديال والذي يحمل رسائل فكرية وأيدلوجية واقتصادية وتنموية ، لكن شعبنا الفلسطيني تختلف متابعته لكاس العالم ففي ظل تسجيل الأهداف تقصف البيوت وتزهق الأرواح ، وكان العدو يقول للعالم ابقوا في ثقافاتكم وابقوا في ملاعبكم ، ونحن سنبقى نغرق الفلسطينيين بالدماء .
معاناة فلسطينية بنكهة مونديالية
ففي كاس العالم 1982 تفنن شارون بقتلنا في صبرا وشاتيلا ، إلا ان كاس العالم الذي فازت به ايطاليا عاد مرة أخرى إلى فلسطين عندما قال رفاق هداف المونديال الايطالي باولو روسي بان الكأس هو لفلسطين .
وفي عام 1990 كان مونديال ايطاليا على وقع حرب الخليج والتي تأثر بها شعبنا الفلسطيني بشكل مباشر فكانت الأجواء متوترة أما المشهد المونديالي آنذاك كان على وقع دموع راقص التانجو الاول مارادونا بعد ان أبكته المكاينات الألمانية بالثار لخسارتها بمونديال 86
وفي مونديال الولايات المتحدة 1994 كان الشعب الفلسطيني يعيش على وقع مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف والتي نفذها طبيب يهودي أمريكي وفي هذا المونديال أهدى روبرتو باجيو الكأس للبرازيل عندما أهدر ركلة جزاء .
وبعدها ب 8 سنوات وفي مونديال كوريا واليابان اشتد القتل في انتفاضة الأقصى فالشهداء والجرحى والأسرى والجدار وقصف المقرات عنوان الأحداث أما عناوين الصحف الرياضية فكانت تتغنى بأهداف الأسطورة رونالدو الذي هز شبكة اوليفر كان في النهائي مرتين
وفي مونديال ألمانيا والذي كان عنوانه نطحة زيدان لماتيراتزوا كان هناك عنوان آخر وهو نطح الثور الصهيوني أطفال غزة في مشهد سيطر عليه الفسفور الأبيض
أما في هذا المونديال فلسطين كانت حاضرة في تشكيلة جزائرية قوية أحرجت حامل اللقب .
ومنذ بداية مونديال البرازيل بدأت الحرب على الخليل تنكيل تفجير تدمير حرق لتنتقل إلى القدس ويحرق الطفل أبو خضير ، وامتدت عنجهيتهم إلى قطاع غزة في قصف المنازل واستشهاد الأطفال ، وفي المشهد المونديالي كانت ألمانيا تتعامل بعنجهية كروية مع البرازيل لتصل إلى النهائي الذي أهداها كاس العالم بهدف جوتزة الصغير في فريق مسي .
متابعة المونديال ليست خيانة
فمتابعتانا لكاس العالم تكون منقوصة من المتعة ومن التعايش بمجريات المونديال لأننا نصحوا على شهداء ونغفوا على دمار .
ومن لا يموت شهيدا يموت حزنا على شهيد وقهرا على منزله المدمر ومستقبله المجهول وافقه المسدود فكتب علينا العيش بظروف صعبة ، إلا أننا شعبنا إرادته قوية وعزيمته لا يمكن ان تنهزم ، وليس كثيرا علينا متابعة كاس العالم ، ولا تعني متابعة الأحداث الرياضية خيانة للوطن ، واسأل هنا هل متابعة مسلسلات رمضان أفضل من متابعة المونديال ، والذي أصبح جزء أصيل من اللغة المشتركة بين الحضارات البشرية ونحن أساس الحضارة أصلا