الحرب على الرياضة (1)
عاهد زقوت.. الرجل الذي ترك إرثاً يصعب تكراره..

الجمعة 2014-08-29 23:26:09 تعليقات: 0
عاهد زقوت الرجل الذي ترك إرثا يصعب تكراره

استهداف زقوت يُمثل اعتداء على الرياضة الفلسطينية.. وعلى الفيفا تحمل مسئولياتها..

الشارع الرياضي يشيد بمناقب زقوت.. والمطالبة بإطلاق اسمه على فعاليات الاتحاد القادمة..

كتب أحمد سلامة:

قد لا تكون هذه الحرب الأولى على قطاع غزة التي طالت البشر والحجر والشجر.. وربما لا تكون الأخيرة مع عدو متغطرس لا يفهم سوى لغة الدم.. والغطرسة المغموسة بالحقد..

حربٌ أتت على كل ما هو جميل في هذه البقعة الصغيرة المباركة.. فطالت الرياضيين والحركة الرياضية كجزء لا يتجزأ من هذا المجتمع المنكوب والمكلوم.. جرائم لم يشهدها العالم من قبل.. وصمت دولي الشاهد الأعمى.. والغائب عن وجه الحقيقة.. بالرغم من أن جميع الحقوق الدولية كفلت حقوق الرياضيين أينما كانوا.. لكنها آلة المحتل التي تضرب بعرض الحائط كل هذه الأعراف والقوانين والحقوق..

أيام الملاعب وفي الحلقة الأولى عبر سلسلة حلقات "الحرب على الرياضة" رصدت تقريراً مفصلاً عن استهداف العدو الصهيوني للمدرب الخلوق الشهيد "عاهد زقوت".

حلمٌ تبدد..

بعيداً عن مشواره الرياضي كلاعب في نادي غزة الرياضي والمنتخب الوطني الفلسطيني، لم يكن زقوت سياسياً.. ولم يحمل سلاحاً.. بل حمل حلماً بريئاً أن يؤسس لجيل رياضي نفتخر به في كل مكان.. وبدأت فكرته في الظهور عام 2003 بإنشاء أول مدرسة كروية للناشئين في نادي الهلال.. والتي لاقت قبولاً جماً، فخلق جيلاً رياضياً يُشار له بالبنان.. ووضع اللبنة الأولى للمدارس الكروية في قطاع غزة، ليتولى تدريب فريق الهلال الأول ويصعد به من الدرجة الثانية إلى الأولى، ثم إلى الممتازة في إنجاز تاريخي للنادي، ثم تنقل في التدريب بين أندية غزة الرياضي، والمشتل، والشجاعية، والشاطئ.. ليترك بصمة واضحة في كل مكان رسّخ من خلالها معنى الانضباط الحقيقي للاعب كرة القدم كي يرقى بنفسه لمستوى الاحتراف، إلا أن حلمه بالتتويج ببطولة رسمية كمدرب مع أي نادٍ تبدد بصاروخ صهيوني غادر..

زقوت الإنسان..

عرفته عن قرب.. وعشت معه فترات رغم قصرها إلا أنها كانت كافية لأن يترك في كل من تعامل معه طبيعته الإنسانية البسيطة البعيدة عن التكلف، حين كان يقابل الجميع بابتسامته المعروفة والشهيرة، وأدبه الجم.. ودعابته المحببة لجميع من عرفه أو قابله.. كان محباً للجميع.. والجميع يحبه، كثير الاطمئنان على أصدقائه وأهله، وخاصة في أوقات الحروب والأزمات، لم يترك مناسبة لأي كادر رياضي إلا وكان أول الحاضرين فرحاً أو ترحاً، هكذا وصفه كل من عرفه أو التقى به سواء في الملاعب كلاعب كرة قدم، أو مدرب، أو في عمله كممرض سابق في وزارة الصحة، وعمله كإعلامي ومحلل رياضي في وسائل الإعلام المختلفة.

خسارة كبيرة..

لا يختلف اثنان على أن استشهاد زقوت يعتبر خسارة كبيرة للرياضة الفلسطينية فقد كان لديه أسلوب رائع ودقيق، ولديه معرفة جيدة بنفسيات اللاعبين وطريقة تفكيرهم، لذلك كان سهل التعامل أينما تواجد، ورغم أن حلمه قيادة المنتخب الوطني إلى منصات التتويج تبدد على يد العدو الصهيوني، إلا أنه قد يتحقق على أيدي آخرين من رفاق دربه الذين يحذون حذوه.. ليتفق الجميع أن رحيله جاء خسارة للرياضة الفلسطينية بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص..

تكريم زقوت واجب رسمي..

وأجمع الشارع الرياضي بأكمله على ضرورة أن يكون هناك ذكرى وتكريم يليق بالشهيد زقوت وما حققه للرياضة الفلسطينية خلال السنوات السابق، حيث طالب  الإعلامي مصطفى صيام عضو مجلس إدارة رابطة الصحافيين الرياضيين أن يتم إطلاق اسم الشهيد زقوت على جميع الفعاليات الرياضية القادمة, سواءً كانت بطولة السوبر التي سيتم افتتاح الموسم بها, بطولة الدوري الممتاز أو بطولة الكأس، منوهاً إلى أن الرابطة سيكون لها كلمة بهذا الشأن.

بدوره اعتبر إبراهيم أبو الشيخ أمين سر نادي غزة الرياضي أن إطلاق اسم الشهيد زقوت على فعاليات الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم هو أقل واجب يمكن تقديمه لزقوت تكريماً له وتخليداً لذكراه العطرة مشيراً إلى أن زقوت يستحق أن نفعل له أكثر من ذلك, وسيكون هناك بعض الفعاليات, التي سيعمل من خلالها ناديه الأم على إحياء ذكراه العطرة على الدوام".

قالوا عن زقوت..

"أسعد المجدلاوي" نائب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية: "زقوت قامة رياضية يصعب تعويضها على المدى القريب"

"عبد السلام هنية" عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة: ""زقوت كان علامة فارقة في تاريخ الرياضة الفلسطينية والإعلامية أيضاً, فقد تميز بعقلٍ راجحٍ وناضج على العديد من المستويات, جعلته محط إعجاب العديدين".

سعدو مقبل: حكم دولي سابق: "رحيل زقوت خسارة للرياضة الفلسطينية يصعب تعويضها.."

مأمون ساق الله: حارس مرمى غزة الرياضي والمنتخب الوطني السابق: "فقدنا علماً من الأعلام الرياضية الفلسطينية وشخصية قد لا تتكرر.."

"إبراهيم مدوخ" لاعب نادي غزة الرياضي والمنتخب الوطني السابق: "زقوت كان مثالاً يُحتذى به كإنسان ولاعب ومدرب.."

بطاقة شخصية:

الشهيد عاهد عفيف يوسف زقوت، من مواليد مدينة غزة 24/9/1964م، لأسرة هاجرت من مدينة المجدل المحتلة، توفي والده وهو طفل صغير، حاصل على شهادة البكالوريوس في التمريض، عمل ممرضاً وإعلامياً رياضياً في العديد من المؤسسات، متزوج وله ثلاثة أبناء أكبرهم سهاد الطالبة بكلية الصيدلة، وعفيف الطالب بكلية الأسنان، وخالد الطالب في الصف الثامن.



 

داخل الخبر تحت التفاصيل