- فوز المغرب وإسبانيا والبرتغال باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030
- فدائي الصالات يستعد لتصفيات كأس آسيا
- الاتحاد الخليجي لكرة القدم : نبارك للأشقاء في المغرب على استضافة كاس العالم 2030
- فيديو: الشجاعية والهلال .. الاتجاه المعاكس في الدوري الممتاز
- الاتحاد الآسيوي: المكبر يخسر أمام النهضة العماني برباعية
- جدول مباريات الجولة 4 من دوري المحترفين
محمود النيرب: فقدتُ منزلي كاملاً.. ونصف عائلتي.. ولم أفقد الأمل في تحقيق أهدافي..
استمرار الحرب على الرياضة الفلسطينية كشف عجز الفيفا من الوقوف أمام مسئولياتها..
كتب أحمد سلامة:
لم يكن يعلم "محمود النيرب" نجم فريق خدمات رفح ومنتخب "الفوتسال" أن صاروخاً صهيونياً حاقداً سيجعل من بيت عائلته الكبير مجرد كومة من رماد، وسيقسم أفراد عائلته الثمانية إلى النصف دون ذنب اقترفوه.. ليلة دامية عاشتها العائلة البسيطة حين غدرت بهم طائرات الكيان الصهيوني وألقت صاروخاً على المنزل الذي أصبح أثراً بعد عين، فيما استشهدت والدته "أروى" وشقيقاته الثلاثة ابتسام، وضُحى، وعلا، في مشهد مأساوي لن يغيب عن ذاكرة اللاعب النيرب على مدار حياته..
تجاوز صهيوني لا يحتمله أي لاعب على وجه البسيطة.. ويتعارض مع كافة القوانين الدولية التي كفلت حقوق الرياضيين في كافي مناحي الحياة، لكنها آلة الحقد التي لا ترحم..
"أيام الملاعب" وفي الحلقة الثانية من سلسلة حلقات "الحرب على الرياضة" رصدت تقريراً مفصلاً عن استهداف العدو الصهيوني لمنزل وعائلة اللاّعب الخلوق "محمود النيرب"..
كابوس حقيقي..
يقول النيرب بصوت مجروح أنه لم يكن يتوقع يوماً أن يعيش يوماً مأساوياً كيوم الثاني من أغسطس والذي سيصبح ذكرى مؤلمة بعد أن اغتالت آلة الحرب الصهيوني فرحته وحلمه بالعيش في أمان بجانب أسرته البسيطة..
ويروي النيرب تفاصيل الجريمة البشعة وعينه تتجمد من شدة الألم على فراق والدته وشقيقاته الثلاثة قائلاً: "لم تمهلنا الطائرة الصهيونية.. ولم تُحذرنا بالخروج من المنزل.. فدمرته فوق رءوسنا دون مبرر ودون ذنب.. فنحن عائلة رياضية.. بعيدة تماماً عن كل ما يتعلق بالسياسة والمقاومة.. فلماذا تغتال أحلامنا بدم بارد.. وما الذي اقترفته عائلتي ليتم تدمير المنزل فوق رءوسنا!!"
ويتابع النيرب.. "العناية الإلهية أنقذتني وباقي إخوتي من الموت خلال الجريمة وأصيب الجميع بجروح مختلفة، في وقت فقدنا فيه والدتي وشقيقاتنا الثلاث ومنزلنا بالكامل
شهادة فخر..
"الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم.. وأسأل الله العلي القدير أن يجمعني بهم في الجنة".. بلغة الصابرين المحتسبين لقضاء الله وقدره أكمل النيرب حديثه لـ "أيام الملاعب" متسائلاً: "أين حقوق الإنسان.. وأين المواثيق الدولية التي كفلت حماية الرياضيين في كافة أرجاء المعمورة.. ولماذا لا يتم طرد الكيان الصهيوني من الفيفا عقاباً على الجرائم الكبيرة والتي لا تنتهي بحق الرياضيين الفلسطينيين، من قتل وتشريد واعتقالات ومنع تحركاتهم... وغيرها من الجرائم اليومية التي يقترفها هذا الكيان دون حسيب أو رقيب".
وتابع النيرب: "أعلم أنه لا يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا.. ولكن علينا أن نأخذ بالأسباب، وأن يقف العالم أجمع والفيفا تحديداً أمام مسئولياتهم لوقف هذا العدوان ولجمه عن الممارسات والجرائم البشعة التي يرتكبها عاماً تلو آخر.."
لماذا استهداف الرياضيين..
وتساءل النيرب بنبرة يعتليها الألم.. "لماذا يتم استهداف الرياضة والرياضيين؟ وهل أصبحت الرياضة هدفاً للكيان الصهيوني الذي أصابه الإفلاس؟؟
ثلاثة حروب متتالية في أقل من ستة سنوات لم تكف فيها آلة الحرب عن الزج بالرياضة والرياضيين في مرمى نيرانها في ظل صمت دولي رهيب.. فهل الفيفا عاجزة عن وقف هذه الجرائم، وهي الذي تدعو دائماً إلى إبعاد الرياضة عما سواها، وتدعو إلى أن تكون الرياضة رسالة أخلاقية سامية، كيف لا وهي لا تقبل أن يتم توجيه مجرد شتائم عنصرية في أي مباراة دولية.. فإذا كانت الفيفا تفرض عقوبات على بعض شتائم نسمعها هنا وهناك.. أليس حريٌ بها أن تقف عند هذه الممارسات التي لا يقبلها العقل البشري..
مردود سلبي..
وتابع النيرب: "بالتأكيد إن استهداف الرياضة والرياضيين له مردود سلبي كبير على تقدم الرياضة.. خاصة حين يتم استهداف المنشآت والرموز الرياضية، ويجعل من استمرارها أمراً صعباً، مشيراً إلى أن ما فعلته آلة الحرب في الرياضة ستؤخر انطلاق الدوري شهرين على أقل تقدير.. وأنا على ثقة أن المستوى الفني للبطولات هذا الموسم سيتراجع كثيراً بسبب الظروف الصعبة التي عاشها قطاع غزة بشكل عام، والرياضة والرياضيين بشكل خاص، وهناك أكثر من 700 رياضي تلقى أضراراً ما بين كلية وجزئية، وهذا سيؤثر بالتأكيد على انطلاق البطولات ونجاحها بالشكل المأمول.."
تحدٍ كبير..
وأضاف النيرب: "أعلم أنني لن أكون في حالة جيدة حين العودة إلى ممارسة كرة القدم، وأدرك أنني سأتأثر نفسياً كلما لاح مشهد الجريمة في خيالي، ولكن لن أفقد الأمل في تحقيق ذاتي وأهدافي من خلال الرياضة كرسالة أخلاقية تجمع بين الشعب على الحب واحترام الآخر، مشيراً إلى أنه سيسعى جاهداً إلى تجاوز الأزمة التي مرّ لها خلال الحرب ليعود لممارسة حياته الطبيعية رغم الفراغ الكبير الذي تركته والدته وشقيقاته الثلاثة اللواتي كُن دائمات على تشجيعه والوقوف بجانبه في كافة جوانب حياته.."