- فوز المغرب وإسبانيا والبرتغال باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030
- فدائي الصالات يستعد لتصفيات كأس آسيا
- الاتحاد الخليجي لكرة القدم : نبارك للأشقاء في المغرب على استضافة كاس العالم 2030
- فيديو: الشجاعية والهلال .. الاتجاه المعاكس في الدوري الممتاز
- الاتحاد الآسيوي: المكبر يخسر أمام النهضة العماني برباعية
- جدول مباريات الجولة 4 من دوري المحترفين
مـاجد حـرارة: "ما تعرض له الرياضيون يُشبه أفلام الرعب.. وعلى اللجنة الأولمبية فضح جرائم الإحتلال.."
كتب أحمد سلامة:
خلال الحلقات الأربع التي قمت بكتابتها حول حقيقة الحرب على الرياضة في غزة كنت أكتفي بالحديث مع الرياضيين عبر الجوال أو الإنترنت وكنت أتخيل حديثهم تماماً حول الجرائم الصهيونية التي مورست بحق كل مناحي الحياة في قطاع غزة.. إلا أنني هذه المرّة قرّرت التوجه مباشرة في هذه الحلقة إلى بيوت أحد اللاعبين للإطلاع على حجم الدمار الذي لحق ببيته..
توجهتُ بالسيارة إلى حي الشجاعية المنكوب برفقة لاعب الجمعية الإسلامية ومنتخب الكرة الشاطئية "سامي سالم" لمواساته إلا أننا لم نتعرف على البيت رغم أننا اعتدنا زيارته كثيراً قبل الحرب بحكم الصداقة والعلاقة التي تربطنا باللاعب ذات الشأن.. وكان لوجود نجله "صلاح" بالقرب من المنزل إشارة واضحة بأننا اقتربنا من البيت، فاصطحبنا إلى هناك.. رائحة النار والموت تنبعث من كل مكان حول البيت.. وبالكاد صدّقنا أننا داخل بيت لاعب أهلي غزة المخضرم "ماجد حرارة" ضيف الحلقة الخامسة من سلسلة حلقات الحرب على الرياضة في غزة..
شيء لا يُصدق..
صلّينا المغرب جماعة قبل أن يأخذنا حرارة في جولة لجنبات المنزل للاطلاع على ما حل بالمنزل من دمار حوّل البيت المكون من أربعة طوابق إلى مكان لا يصلح للعيش الآدمي.. ورغم أن الدمار الذي لحق بالبيت يعتبر جزئياً مقارنة بالبيوت التي مُسحت عن وجه الأرض، إلا أنه يستحيل المكوث في هذا البيت على هذه الهيئة، فلم تسلم أي غرفة من المنزل من قذائف الدبابات الصهيونية التي أحدثت دماراً معقداً في معظم أجزاء المنزل وممتلكاته..
ويعود حرارة للدقائق الأولى من الحرب قبل خروجهم من المنزل تحت نيرات القذائف، فيروي كيف خرج وعائلته بأعجوبة تحت مرمى النيران الذي لا يرحم، ليصل إلى مكان آمن بعيداً عن القصف العشوائي الذي حول حي الشجاعية مسقط رأسه إلى مدينة منسيّة..
ثبات رغم الرعب والتشريد..
وشدد حرارة أن الكيان الصهيوني يهدف إلى تشريد الناس والعائلات من بيوتهم ومنازلهم في محاولة لإضعافهم وإذلالهم وكسر شوكتهم بعد أن ذاقوا الويلات من ضربات المقاومة الموجعة، فكان الانتقام من حي الشجاعية وأهله في البداية قبل الانتقال للمدن الأخرى، مشيراً إلى أن صمود الناس أمام عنجهية الاحتلال ضربتهم في مقتل، بعد أن التفّ الجميع خلف شعار واحد "كلنا مع المقاومة" في إشارة واضحة أن هذا الشعب كريم لا يُهان ولا يقبل بالإذلال والإهانة..
وأكد حرارة أن كثير من البيوت تم تدميرها فوق رءوس أصحابها ليرحلوا جميعاً شهداء دون استثناء.. وهناك من تعرضوا لإعاقات صعبة ومعقدة، مشيراً إلى أن كل مناحي الحياة لم تسلم من بطش الكيان، فتم تدمير القطاع اقتصادياً ورياضياً ونفسياً في ظل صمت عربي ودولي ممنهج.
استهداف الرياضة مقصود..
لم يستغرب حرارة أن يقوم الكيان باستهداف الرياضة، وهو الذي اعتاد على تدميرها والنيل منها في كل حرب يخوضها ضد الفلسطينيين، فعمليات القتل والتشريد والتهديد والاعتقالات وتدمير بيوتهم لم يتوقف سواء قبل الحرب أو أثناءها، ولن يتوقف بعدها خاصة أن الرياضة الفلسطينية بدأت تأخذ منحنى إيجابي جعلها محط اهتمام بعد الانجازات الكبيرة التي حققتها سواء في الألعاب الجماعية أو الفردية، وبالتالي فإن الاحتلال لن يقبل بهذا البريق ويحاول أن يخفت لمعانه بشتى السُبل في محاولة لإضعاف وإحباط الرياضيين.. والتقليل من إنجازاتهم، خاصة أن المنتخب الوطني الفلسطيني مُقبل على استحقاق قاري هام العام المقبل وهو منافسات بطولة كأس الأمم الآسيوية في استراليا 2015.
تأثير سلبي..
وتابع حرارة: "من الطبيعي أن يكون هناك مردود سلبي كبير على الرياضة والرياضيين وتقدمهم.. خاصة حين يتم استهداف المنشآت والرموز الرياضية، مما يجعل من استمرارها أمراً أكثر صعوبة، مشيراً إلى أن ما فعله الكيان في الرياضة قد يؤخر انطلاق الدوري شهرين على أقل تقدير..
وأضاف: "قد نلاحظ تراجع في المستوى الفني للبطولات هذا الموسم بسبب الظروف الصعبة التي عاشها قطاع غزة بشكل عام، والرياضة والرياضيين بشكل خاص، على اعتبار أن أكثر من 700 رياضي تلقى أضراراً ما بين كلية وجزئية، وهذا سيؤثر بالتأكيد على انطلاق البطولات ونجاحها بالشكل المأمول.."
تحدٍ كبير..
وأضاف حرارة: "من المؤكد أن الرياضيين لن يكونوا في حالتهم الطبيعية خلال البطولات التي ستطلقها الاتحادات في الفترة المقبلة، بسبب العبء والضغط النفسي الذي تعرضوا له خلال الحرب، إلا أن هذه الحالة ستتحول مع مرور الوقت إلى تحدٍ كبير وأكثر إيجابية للخروج من هذه الأزمة، خاصة أن الرياضة هي ترويح للنفس.."
وشدّ حرارة على أيد جميع الرياضيين الذين سيشاركون في الاستحقاقات المقبلة، وخاصة أسياد كوريا الجنوبية الشهر الجاري، ومروراً ببطولة الألعاب الآسيوية في تايلند نوفمبر القادم، وختاماً مشاركة المنتخب الوطني في كأس أمم آسيا في استراليا أوائل العام المقبل، مؤكداً على ضرورة إبراز القضية الفلسطينية، وما تعرضت له خلال الحروب، وإيصال رسالة للعالم أجمع أن هناك شعب أخلاقي يستحق الحياة..
وطالب حرارة اللجنة الأولمبية بضرورة فضح ممارسات الكيان الصهيوني وعرضها على الفيفا لاتخاذ قرارات صارمة بحق المعتدي، خاصة وأن جميع المواثيق والأعراف الدولية كفلت حماية الرياضيين في كل مكان.