فوتبول -  أشرف مطر:

هل يدخل فريق ترجي واد النيص، موسوعة جينتس للأرقام القياسية، بأن يكون أول فريق كرة قدم على وجه الكرة الأرضية من عائلة واحدة ومن قرية لا يتعدى عدد سكانها الألف نسمة بطلاً لدوري المحترفين؟.

في فلسطين، هذا حدث عام 2008-2009 عندما تمكن فريق واد النيص من الظفر بلقب الدوري التصنيفي رغم مشاركة 22 نادياً، وهذا الموسم يبدو أنه نفس السيناريو سيتكرر، لكن بلقب أول للمحترفين، وعن جدارة واستحقاق.

واد النيص، بحق ظاهرة تستحق الدراسة، فوصول هذا الفريق إلى منصات التتويج أكثر من مرة على مدار السنوات الست الأخيرة ، لم يكن صدفة أو بضربة حظـ، بل جاء عن جدارة واستحقاق، عبر مقارعة كبار الدوري والتفوق عليهم.

مع انطلاق دوري المحترفين موسم 2010-2011 ، توقع الغالبية أفول ظاهرية ترجي واد النيص عن اجواء المنافسة، في ظل دخول المال والتعاقدات الكبيرة من قبل الأندية الجماهيرية بحثاً عن الألقاب، وبالفعل تراجعت نتائج الفريق فذهبت الألقاب لأندية الأمعري وهلال القدس والظاهرية ، لكن رغم كل هذا حافظ أبناء الواد ان يكونوا باستمرار بين الخمسة الكبار.

في الموسم الحالي، قرر واد النيص ورئيسه سليم ابو حماد الاعتماد على لاعبي الفريق دون أي تعزيز، والاكتفاء بعودة الثنائي اشرف نعمان وخضر يوسف إلى صفوف الفريق قادمين من الفيصلي الأردني حيث خاضا تجربة احتراف قصيرة ، وبالفعل كان لعودة هذا الثنائي الأثر الايجابي الكبير على الفريق وعلى نتائجه وعلى نجومه المتألقين الجُدد امجد زيدان وجهاد صقر والحارس توفيق علي وابناء يوسف وكل افراد الكتيبة النيصية، حيث استطاع الفريق عن جدارة واستحقاق ان يحسم مرحلة الذهاب لصالحه، والتقدم على اندية صرفت الكثير من المال لاستقطاب نجوم مميزين امثال شباب الخليل الذي كان أبرز المرشحين للقب، والخضر وشباب الظاهرية وهلال القدس، لكنه بنفس المجموعة من لاعبيه وبدكة شبه فارغة تمكن من اعتلاء الصدارة مع انتهاء مرحلة الذهاب، بل انه استطاع أن يزيح كل الكبار من طريقه عبر الحاق الهزائم بهم في عقر الدار.

في فترة الانتقالات الشتوية ومع تهافت الأندية على التعاقدات، لتعزيز صفوفها، كان واد النيص وجبل المكبر الفريقين الوحيدين اللذان لم يعززا صفوفهما بأي لاعب، رغم انه الفريق المتصدر، ورغم مطالبة الجهاز الفني بالتعزيز لحاجته لدكة بدلاء، بل على العكس وافق رئيس الهيئة الادارية للترجي سليم ابو حماد، على احتراف نجميه أشرف نعمان وخضر يوسف من جديد في الدوري السعودي واكد انه لن يتم تعويضهما بأي لاعب من خارج حدود النادي، وسنستمر بمن حضر بالمنافسة على البطولة.

حقاً وبلا أي مواربة يستحق فريق ترجي واد النيص لقب الفريق الظاهرة، ويستحق أن يحظى بتكريم استثنائي في كل شيء من قبل القيادة الرياضية ، لأنه مثل حقيقي يحتذى به في كل شيء.

 لا أكتب هذا مجاملاً أو مادحاً بل هي الحقيقة لفريق غير معادلة كرة القدم واستطاع مجاراة أندية تملك قاعدة جماهيرية بالآلاف وتتفوق عليها في عقر الدار، وهي متخمة بالنجوم والأسماء الرنانة وصرفت مئات آلاف الدولارات لاستعادة او احراز البطولات ، بينما اعتمد أبناء الواد فقط  على لاعبيهم المحليين، ورغم المحن والعقبات التي واجهتهم وابرزها وجود صعوبة احياناً في التدريب ، إلا أنهم تخطوا كل تلك العقبات من اجل عيون اللقب والبطولة ، فحقاً يستحق أبناء واد النيص أن يرفع الجميع لهم  القبعة تقديراً لما قدموه من مجهود واداء حافظوا من خلاله على صدارة الدوري في أغلب مباريات مرحلتي الذهاب والاياب  .

قد يقول قائل أن الترجي لم يحرز  لقب الدوري بعد ، هذا صحيح، لكن  حصول الفريق على اللقب بات مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، والفريق امامه مواجهتين أمام أهلي الخليل وهلال القدس، وباعتقادي ان الكابتن عبد الفتاح عرار، ونجوم الفريق بما يملكون من خبرات قادرين على الحسم سواء اليوم الثلاثاء وهو على الأغلب سيحدث ذلك، أو حتى الانتظار للجولة الأخيرة، ففارق 5 نقاط مع بقاء جولتين، هو فارق كبير يمنح الأفضلية للترجي، ويجعله يؤدي لقاءيه بكل أريحية  وهدوء وصولاً للتتويج الرسمي.