فوتبول - خيري أبو زايد

يحظى مركز شباب الامعري وشقيقه نادي الوحدات الأردني بمكانة خاصة لدى الجماهير الرياضية الغزية، ويمثلان الشيء الكثير لدى السواد الأعظم بين أبناء الحركة الرياضية وأندية ومراكز الشباب على وجه الخصوص، هذه المحبة الشعبية الطاغية ليست وليدة اللحظة إنما هي تمتد إلى عشرات السنين، وما ينطبق على الأول من محبة وعشق يشاطره شقيقه الثاني بنفس المواصفات، فكلاهما يمثل رمزا وعنوانا لمعاناة وهموم أبناء المخيم في الداخل والخارج، وعلى صعيد لعبة كرة القدم يحتل فريق الوحدات الشقيق المكانة الأولى بين سائر جماهير قطاع غزة المحبة والعاشقة له ولنجومه ودائما وأبدا تتابع أخباره وانجازاته الرياضية، وتكون في لحظة ترقب وقلق عندما يواجه غريمه التقليدي نادي الفيصلي في لقاء قمة الكرة الأردنية.
وإذا كان الفوز حليف الوحدات تكون الجماهير الغزية في غاية السعادة والفرح وتخرج بشكل عفوي احتفالا وابتهاجا بهذا النصر المبين، ويتبادلون التهاني فيما بينهم، وعند دخولك لأروقة مركز الوحدات في قلب المخيم يخطف بصرك للوهلة الأولى صور القائد الخالد فينا الشهيد الرمز أبو عمار رحمة الله عليه كما شاهدت ذلك بأم عيني قبل عدة سنوات، وما ينسحب على نادي الوحدات الشقيق من مشاهد وطنية ورياضية تعبر عن مدى التلاحم الأسطوري بين أبناء شعبنا في الداخل والشتات والهدف والمصير المشترك الواحد تجده وبصورة اكبر واجل في نادي مركز شباب الامعري الذي يمثل هموم وآمال أبناء شعبنا في مخيم الامعري وخارجه، فهذا النادي العريق خرج من بين جدرانه الأبطال والمناضلون والشهداء وعانى كثيرا من ممارسات الاحتلال القمعية، لكنه افشل كل مخططات العدو بصمود أبنائه الأسطوري من مجلس إداراته السابقين ولاعبيه المناضلين، وعلى نفس الخطى تسير إدارته الحالية التي تحمل على عاتقها رسالة وطنية ورياضية مشرفة، وقدم فريق الكرة بمركز الامعري عديد النجوم لمنتخباتنا الوطنية التي مهدت الطريق لإنجازاتنا الرياضية الخارجية التي لا زلنا نجني ثمارها حتى اللحظة.
وكان هذا الفريق العريق صاحب التاريخ الطويل الحافل بالإنجازات هو السباق بالتتويج لقب دوري المحترفين في الضفة، وما زالت الجماهير الغزية العاشقة له تمني النفس في ظل مجلس إدارته الجديد بقيادة نجل الرئيس السيد طارق عباس بعودة مركز الامعري مجددا إلى منصات التتويج ليبقى شامخا كبيرا بإنجازاته الرياضية وتضحياته الوطنية كما عودنا دائما وأبدا.