- فوز المغرب وإسبانيا والبرتغال باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030
- فدائي الصالات يستعد لتصفيات كأس آسيا
- الاتحاد الخليجي لكرة القدم : نبارك للأشقاء في المغرب على استضافة كاس العالم 2030
- فيديو: الشجاعية والهلال .. الاتجاه المعاكس في الدوري الممتاز
- الاتحاد الآسيوي: المكبر يخسر أمام النهضة العماني برباعية
- جدول مباريات الجولة 4 من دوري المحترفين
بقلم / سفيان صيام
تنويه : ليس المقصود بالنجم الأوحد في هذا المقال أنه لا يوجد في الفريق نجوم غيره ولكن يُقصد به ذلك النجم الذي تنظر إليه الأبصار وتتعلق به العقول والقلوب بعد وصوله لمرحلة يعتبره فيها الجميع رجل الفريق الأول . تابعنا قبل أيام مباراة الكلاسيكو الأشهر على مستوى العالم ريال مدريد وبرشلونة ،وقد انتهت المباراة بفوز ريال مدريد بدون رونالدو على برشلونة في وجود ميسي ،، الأمر الذي جعلني أتساءل عن ظاهرة النجم الأوحد في الفريق ( ميسي و رونالدو كنموذجين للفكرة ) .
ينبغي أن نسلم جميعا أنه لا يوجد فريق كرة قدم في العالم يمكنه الاعتماد على لاعب واحد طوال الوقت ، فكرة القدم كما هو معروف لعبة جماعية تتداخل فيها عناصر عديدة منها إمكانيات اللاعبين وقدراتهم ومهاراتهم ومنها أيضا كفاءة المدير الفني إضافة لعوامل أخرى لها علاقة بكرة القدم وطبيعتها الساحرة فقد تلعب وتخسر وقد لا تلعب وتفوز ، وأحيانا بسُنَّة كروية مفادها أنه لا يوجد فريق يفوز دائما ، وفي المقابل قد يكون هناك لاعب واحد يصنع الفارق وهذا اللاعب هو الذي أتحدث عنه في مقالي لا غيره . ما من شك أن وجود لاعب في حجم ميسي أو رونالدو في أي فريق من شأنه أن يعزز فرص هذا الفريق في تحقيق نتائج ايجابية قدر الإمكان ، ولكني أنظر إلى هذا الأمر باعتباره سلاح ذو حدين يحمل شقا ايجابيا وفي المقابل يحمل شقا سلبيا .
أما عن الجانب الإيجابي فإن فريقا يمتلك نجما من طراز النجم الأوحد سيمتلك بالضرورة فرصة أكبر للمناورة والمرونة الخططية ، ونقطة تفوق دائمة يدخل بها جميع مبارياته ، كما أنه سيضع الخصم في مأزق خططي حين يفكر في كل السبل اللازمة لمواجهة موهبة هذا النجم ، مما يضيع الكثير من مجهود الفريق في التفكير في كيفية إيقاف خطورته .
وأما عن الجانب السلبي فيمكن الحديث عن معضلة تصيب الفريق الذي يمتلك هذا اللاعب الظاهرة وهي ما أسميه متلازمة النجم الأوحد ، وتتمثل في بحث جميع لاعبي الفريق عن ميسي أو عن رونالدو كأمثلة للنجم الأوحد ، وكأن العشرة لاعبين يلعبون من أجل أن تصل الكرة له ، فيفقدون حلولهم الإبداعية في كثير من الأحيان ، ويفقد العديد من النجوم الكثير من مستوياتهم حين يلعبون بجوار النجم الأوحد ، وكمثال فقد تابعت نيمار قبل برشلونة وبعدها فوجدته يختلف تماما فهو أفضل بكل تأكيد قبل برشلونة وحلوله الإبداعية كانت أبدع وأوسع ،، وتابعت كذلك جاريث بيل فوجدته حين يغيب رونالدو يبدع أكثر مما لو كان رونالدو بجواره في الملعب ، ولا أدري إن كانت هناك مشكلة تصيب هؤلاء النجوم حين يشارك النجم الأوحد !! ومن زاوية أخرى فقد تضيق آفاق المدير الفني أحيانا ، و يقصر تفكيره حين وضع خططه الفنية باعتبار هذا النجم حجر الزاوية في كل خطة يرسمها ، وكأنه ممر إجباري لكل كرة أو مدير ينبغي عليه التوقيع على كل ورقة رسمية تخص جهة عمله .
يرى البعض أن هناك فرق مثل بايرن ميونخ مثلا تحقق البطولات الكبرى دون وجود ميسي أو رونالدو ، وإنما بفضل كوكبة من النجوم الأقل شهرة وسعرا وربما مهارة ، ربما لأنها تمارس كرة القدم كلعبة جماعية مشتركة يقدم فيها كل لاعب نصيبه من الإبداع دون تأثره بقيد النجم الأوحد ، فيكون التباين بين مستويات النجوم في الحدود المقبولة التي لا تؤدي إلى بروز نجم أوحد للفريق وهنا يكون الفريق كله نجما أوحدا .
بالطبع لا يمكن تجاهل العوامل الاستثمارية التي تدفع بهذه الأندية إلى إرضاء النجم الأوحد بكافة السبل والوسائل من أجل ضمان استمراره ضمن صفوفها لما يعود على هذه الأندية من ريع مالي هائل بتواجده في صفوف الفريق ، و يكفي أن نضرب مثالا بسيطا لأدنى ما يمكن الحصول عليه من خلال بيع القمصان التي تحمل اسمه ورقمه و هي _ بالمناسبة _ مبالغ تقدر بملايين الدولارات ، الأمر الذي يجعل كل أندية العالم (إضافة إلى ما قلته من ايجابيات ) ورغم السلبيات والتحفظات التي ذكرتها تتمنى الحصول على خدمات نجم أوحد حتى وإن لزم الأمر تحمل بعض السلبيات التي قلتها في هذا السلاح ذي الحدين .