الناشئين أولاً..

الثلاثاء 2014-04-22 00:26:06 تعليقات: 0
الناشئين أولا

كتب نسيم كلوب:

تعتمد الكثير من الدول، وكذلك الكثير من الأندية الرياضية الكبرى في العالم على القاعدة الرياضية بها، وخصوصاً في كرة القدم، وذلك بالاعتماد على الناشئين بتلك الأندية وتوفير كافة الإمكانيات لهم من أطقم تدريبية مختصة إلى أطباء رياضيين إلى توفير الجانب المادي والحوافز العالية لهؤلاء النشء.

وقد نجحت الكثير من الدول في الاستفادة من اهتمام الأندية الرياضية بها على قطاع الناشئين والوصول إلى مصاف الدول الكبرى في مجال كرة القدم من خلال وصول فرقها للفئات السنية إلى البطولات العالمية، بل أن كثير من الدول الأفريقية والآسيوية المصنفة حالياً في مصاف المنتخبات الأقوى على المستوى العالمي، ما وصلت إلى هذا التصنيف إلا باهتمامها بتطوير قطاع الناشئين بأنديتها..

إن بطولات الناشئين والمراحل السنية حول العالم والاهتمام بها وُجِد من اجل التأسيس لمراحل كبيرة بعدها، ومن اجل صناعة النجوم والاستمرارية في منظومة أعدت من قبل خبراء كرة القدم نرى أن من يعمل مع الناشين في الفِرق الكبرى نجوم بالأسماء ونجوم بالأداء فهم خبراء اللعبة، لان التأسيس وزرع القيم الرياضية والأخلاقية والفنية يحتاج إلى عمل كبير وإمكانيات هائلة من أجل الخروج بالنتائج وهي كثيرة، قيم كروية وأخلاق وجوانب فنية وهي أهم مكونات لاعب كرة القدم الذي ننتظره الأسابيع من اجل أن نراه في الدوريات والبطولات الأوربية خصوصاً والعالمية.

أسعدني خبر انطلاق دوري الناشين في القطاع، وبصراحة كان من أجمل الأخبار التي سمعت، لان قطاع الناشين مهمش نوعاً ما، إلا عند بعض الأندية ولكن البداية جيدة لان البطولات هي مصانع النجوم.. أسعدني رؤية فِرق الشباب والجاهزية ولو كانت منقوصة بعض الشيء عند بعض الأندية، ولكنك ترى فريق متكامل بعض لاعبيه يعطوك الإحساس أنهم نجوم مع أنهم ولأول مرة يشقون رحلة النجومية وفي الخطوات الأولى على طريق المجد فماذا لو توفر لهم الحد الأدنى من الإمكانيات ماذا سنرى، إنهم اللبنة الأولى في قوام أي فريق، فهنا نتحدث عن شباب حالم بالنجومية فهم نجوم الغد القريب..

هنا يجب من القائمين على المنظومات الرياضية أن يشرعوا بالدفع بهؤلاء الشباب في القوام الأساسي للفِرق، وبالتدريج وحسب الحاجة يجب تأهيلهم بداية كبدلاء أي أن يكون في قوام أي فريق أربع أو خمس لاعبين بدلاء للاعبين أساسين وعلى اللاعبين الكبار مسئولية كبيرة في الأخذ بيد هؤلاء الشباب ومساعدتهم لا محاربتهم من خلال مساعدتهم في كسر الحاجز النفسي والجمهور ومكونات المنافسة التي تكون كبيرة عليهم في البداية..

المدربين الكبار بدءوا في منافسات الناشئين وأخذوا الخبرات من خلالها ومن أهم عوامل مساعدتهم في النجاح بعد ذلك أنهم وجدوا ما أسسوا له في الأساس، مثلا المدرب الإسباني الشهير "جوارديولا" عندما استلم قيادة فريق برشلونة نجد انه عمل مع ستة لاعبين أو أكثر ممن كانوا معه في فريق الناشئين ولذلك وجد السهولة في إبراز خبرته وعمله من خلالهم، أي أن البناء والتأسيس أتى بالنتائج وأي نتائج.. الاتحادات المحلية تأخرت كثيراً في البدايات كانت لابد أن تكون منذ زمن وأنا أراهن على أن حصاد هذه البطولات لن يتأخر كثيراً، بل خلال عامين أو أكثر سنرى بطولات واعدة ومنافسات ممتعة وإنتاج لاعبين نجوم سوف يعطون للبطولة المتعة والتشويق، وأتمنى أن لا تكون هذه البطولة طفرة وتنتهي مع انتهاء البطولة، يجب أن تستمر هذه البطولات على جميع فئات الناشئين، ويجب أن نخرج بهذا النشء من الصالات والملاعب الإسفلتية إلى الملاعب الخضراء لأنها ببساطة هي كرة القدم وهي المتعة..

داخل الخبر تحت التفاصيل