الجمعية الإسلامية.. ثبات المستوى لموسمين متتالين أهم مكاسب الفريق الموسم الماضي..

سلامة أعاد هيبة الفريق الحقيقية.. وغياب المهاجم الفعّال أفقد الفريق لقب الدوري..

فوتبول-أحمــد ســـلامـة:

لا شك أن نجاح أي منظومة رياضية في العالم تعتمد بشكل أساسي على استقرارها الإداري والفني، وهذا يعتبر البداية الأولى لتحقيق النجاح مهما كان صعباً، وقد ضرب نادي الجمعية الإسلامية مثالاً يُحتذى به في كيفية الحفاظ على استقراره واستقرار لاعبيه في كافة ألعاب النادي، وخاصة فريق كرة القدم الذي أصبح حديث الشارع بعد حصول الفريق على المركز الثالث خلال الموسم المنصرم والموسم قبل الماضي أيضاً.. ما يعني أن الفريق لم تتراجع قدراته وإمكاناته مقارنة بأندية كبيرة قدمت فاصلاً من العك الكروي في الأداء والنتائج.. ولو امتلك فريق الجمعية مهاجماً مميزاً لاستطاع إنهاء الدوري مبكراً وبفارق كبير عن باقي الأندية.. خاصة أن الفريق يمتلك خط دفاعي حديدي، وحارس يصعب اختراقه..

"أيام الملاعب" وفي الحلقة الثالثة من حلقات "حكايات الدوري" رصدت موقف فريق الجمعية الإسلامية من الموسم الماضي وأسباب ابتعاد الفريق عن المنافسة في الأمتار الأخيرة عبر التقرير التالي:

مخاض عسير..

تعرض فريق الجمعية الإسلامية لمخاض عسير جداً في مرحلة الذهاب بتلقيه ثلاثة خسائر أمام الزعيم والشجاعية، وشباب خان يونس، والتعادل أمام الهلال وشباب جباليا واتحاد خان يونس، والشاطئ، فيما حقق أربع انتصارات فقط على خدمات رفح، وخدمات النصيرات وغزة الرياضي والأهلي، ولم يكن الفريق مقنعاً طوال مرحلة الذهاب، وفشل في تقديم نفسه كمنافس قوي على اللقب، حيث لم يجمع سوى 16 نقطة من أصل 33 نقطة، أي أقل من نصف عدد نقاط مبارياته، الأمر الذي دفع إدارة النادي إلى التحرك الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في مرحلة الإياب..

خطوة في الاتجاه الصحيح..

وجدت إدارة النادي ضالتها في المدير الفني نعيم سلامة الذي تولى المهمة فترة ما بين مرحلتي الذهاب والإياب، وبدأ من جديد مع الفريق لمعالجة السلبيات وتحقيق نتائج أفضل، ورغم أنه أنجز المهمة بنجاح، وحقق نتائج لافتة، إلا أنه لم يستطع التتويج باللقب أو الوصيف، لكنه على الأقل حافظ على ترتيب الفريق في الموسم قبل الماضي، وأنهى الموسم ثالثاً بنتائج مقنعة جعلت إدارة النادي تجدد الثقة فيه لموسم جديد، حيث حقق الفوز في ستة لقاءات أمام الهلال وخدمات رفح والشجاعية واتحاد خان يونس، وخدمات النصيرات وشباب خان يونس وتعادل في أربعة لقاءات الزعيم وشباب جباليا، والأهلي وغزة الرياضي، فيما تلقى خسارة وحيدة وقاسية أمام خدمات الشاطئ بثلاثة نظيفة.. أي أن الفريق جمع 22 نقطة في مرحلة الإياب، وبفارق 6 نقاط عن الذهاب..

التنظيم والانسجام ورقتا ربح..

إذا كان التنظيم والانسجام هو الحلقة المفقودة في أداء جميع أندية الدوري فإنه يعتبر ورقة الربح الأولى التي يعول عليها المدير الفني للفريق في تحقيق الفوز، حتى وإن كان الفريق غير موفق في أي مباراة إلا أن التنظيم يبقى السمة الأساسية التي يتميز بها عن غيره، وقد لوحظ ذلك بوضوح في مباريات الفريق في الدوري والكأس، فبالرغم من أن الفريق لم يكن الأفضل من الناحية الفنية، إلا أن تفوق الفريق بدنياً على جميع أندية الدوري بالإضافة للانضباط التكتيكي والتنظيمي جعل للفريق شكل مختلف عما ظهر عليه في مرحلة الذهاب، فلا تكاد تشعر بنقص في مستوى اللاعبين بدنياً على مدار الشوطين، وهذا عنصر أساسي يُضاف للعناصر التي قد تساهم في تفوق الفريق..

الجمعية لم يربح شيئاً.. لكنه لم يخسر..

صحيح أن فريق الجمعية لم يحقق شيئاً هذا الموسم وخرج خالي الوفاض من بطولتي الدوري والكأس، لكنه أيضاً لم يخسر شيئاً.. فالفريق استطاع أن يحافظ على كيانه ووجوده للمرة الثانية على التوالي في بطولة الدوري الممتاز بحلوله ثالثاً لعامين متتالياً في إشارة واضحة لثبات مستوى الفريق على الأقل، ودون تراجع كما حدث مع بعض الأندية الكبيرة، وهذا قد يكون مؤشر إيجابي بأن الفريق قادر على التقدم أكثر في الموسم المقبل بقليل من التركيز والجهود المبذولة لتحقيق آمال وطموحات النادي بالتتويج بلقب الدوري..

نقطة انتباه..

المتتبع لأداء ونتائج الفريق في الدوري، يدرك تماماً أن الفريق يعاني كثيراً في الخط الهجومي، بعكس الخط الخلفي الذي يعد الأفضل والأقوى على مستوى الدوري، وربما كان عدم امتلاك الفريق لمهاجمين مميزين هو أهم أسباب فقدان لقب الدوري هذا الموسم.. فالفرص السهلة التي كانت تتاح للمهاجمين خلال المباريات دون استغلال جيد كانت بمثابة صداع في رأس المدير الفني للفريق ولاعبيه أيضاً، بدليل أن الفريق يملك أقوى خط دفاع، ولديه أفضل حارس مرمى في الدوري، لكنه يمثل أضعف خط هجوم في الدوري بتسجيله 17 هدف فقط.