لماذا شهد الموسم الرياضي قوة في المنافسة وهبوط في المستوى؟!

الأربعاء 2014-04-23 00:36:19 تعليقات: 0
لماذا شهد الموسم الرياضي قوة في المنافسة وهبوط في المستوى

 

المجدلاوي: الانتشار الأفقي للاعبين وتدني مستوي الثقافة الرياضية أدى إلى تراجع المستوى الفني..

البلعاوي: غياب صانع الألعاب والهداف.. واللعب بطريقة دفاعية بحتة انعكس على مستوى الأداء..

عبد الهادي: عدم التوازن بين الواجبات الدفاعية والهجومية خلال المباريات أدى إلى العشوائية..

السويركي: قلة وعي اللاعبين.. وتضخيم الإعلام الرياضي لمستوى الدوري قلّل من متعة الأداء..

الحولي: استقالات المدربين المتتالية وغياب لاعبي الخبرة لدى الأندية أفقدهم التركيز في الموسم..



غزة-الأيام:
بدون مجاملات كاذبة.. وبلا تدليس.. يعتبر الموسم الكروي 2013-2014م هو الأسوأ على صعيد المستوى الفني للأداء منذ سنوات طويلة، بغض النظر عن المنافسة التي استمرت حتى الرمق الأخير من بطولة الدوري..

مَن تُبهره الأرقام والنتائج بتقارب المسافة بين معظم أندية الدوري على الصدارة المزاحمة غير المسبوقة في صراع القمة والقاع عليه النظر بتروي إلى سوء المستوى الفني غير المبرر في معظم مباريات الدوري، والتي شهدت حالات تعادل يجب أن تُسجل في موسوعة جينيتس للأرقام..

قد يعتقد البعض أن اتساع المنافسة يعكس تصاعد المستوى الفني، بل على النقيض تماماً، فتذبذب مستويات الفِرق المرشحة دوماً للقب دفع إلى تضييق فوارق النقاط على سلم الترتيب!. فلماذا شهد المستوى الفني لبطولة الدوري هذا التراجع المخيف؟

د. المجدلاوي: الانتشار الأفقي للاعبين أدى لتراجع المستوى..

يقول الدكتور اسعد المجدلاوي عميد كلية التربية الرياضية بجامعة الأقصى أن تراجع المستوى الفني لمعظم الأندية يعود لأسباب مختلفة أهمها ضعف المستوي الفني والبدني والخططي والتكتيكي، إضافة لانقطاع البطولات لمدة أربعة سنوات متتالية، والتي أدت إلى تغير أجيال كاملة سواء بالاعتزال، أو ترك الكرة نهائياً، مما أفقد الأندية الكثير من عناصر الخبرة، ناهيك عن زيادة عدد الأندية الذي أدى إلى توزيع اللاعبين أفقياً، بدلاً من تركيزها في أندية قليلة، مما انعكس بالسلب على الأداء الفني والخططي.

وقال المجدلاوي أن شح الملاعب في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها الأندية في قطاع غزة زاد من صعوبة توفير البيئة المناسبة للجرعات التدريبية المطلوبة والتي تتضمن ارتفاع المنسوب البدني بجميع عناصره التي تؤهل اللاعبين لتقديم أداء جيد وتخلق نوعا من التفاهم في تنفيذ الجانب الفني من خطة المدرب، رغم أن معظم المدربين قليلي خبرة، مما جعل القدرة الاستيعابية للأندية أكبر بكثير من عدد المدربين المؤهلين مما أدى إلى تذبذب المستوي لدى الفِرق الرياضية في النواحي البدنية والفنية الخططية.

وأضاف المجدلاوي: "تدني المستوي الثقافي لدي اللاعبين حول أهمية (التغذية – الريجيم اليومي للحياة الرياضية – والالتزام – الواجبات  الفنية) في فترة الإعداد ما قبل بداية المنافسة وكذلك أثناء وبعد كل مباراة أو جرعات التدريب اليومية مما انعكس سلباً على اللاعب لعدم قدرته الاستيعابية للاستفادة من التدريبات وتقديم الجهد المطلوب منه"

البلعاوي: اللعب بطريقة دفاعية انعكس على مستوى الأداء..

يقول الكابتن غسان البلعاوي المحلل للأداء الفني  لمباريات الدوري العام لكرة القدم  بقناة الكتاب أن الأسلوب الخططي الذي يعتمد عليه اغلب مدربي الأندية بشكل واضح هو طريقة 3-5-2 باختلاف بعض المباريات الهامة والصعبة، وهذه الطريقة لم تتناسب كثيرا مع غياب العنصر الأساسي عنها "صانع الالعاب" مما أثر سلباً على بناء الهجمات، وبالتالي انعكس على نسبة التهديف، وخروج غالبية المباريات بالتعادل الايجابي أو السلبي.

وأكد أن غالبية المدربين كانوا يبحثون عن النقطة واللجوء بإتقان للخطط الدفاعية بسبب قلة المهارات وعدم وجود المهاجم المميز الذي يسجل من أنصاف الفرص، مشيراً إلى أن عدم تجانس اللاعبين والابتعاد عن اللعب الجماعي  وعدم إسناد الهجمات بالشكل الصحيح أضعف من التكتيك الفني، وهذا يرجع لسبب واضح في ضعف اللياقة البدنية عند أغلب لاعبين الفرق وخاصة في الشوط الثاني وأحيانا في آخر 20 دقيقة من المباراة، بدليل أن كثير من المباريات انتهت في الدقائق الأخيرة من الوقت، مما يدل على عدم اكتمال الجانب البدني عند اللاعبين في فترة الإعداد ما قبل بدء المسابقة وعدم الحفاظ على مستوى هذا المنسوب من المجهود البدني.

عبد الهادي: عدم التوازن بين الواجبات الدفاعية والهجومية أثر على الأداء..

أشار الكابتن نايف عبد الهادي المدير الفني لفريق أهلي غزة والذي تولي العديد من الفرق والأكثر حصولاً على البطولات معها بأن نسبة (60 % ) من قدرات لاعبينا هم من يؤدون الواجبات الملقاة عليهم، والسبب يرجع لعدم ثقافة اللاعبين وفقدان المهارة والقدرات الفنية، وهذا يرجع إلي ضعف اللياقة البدنية لمعظم لاعبين الأندية نتيجة الحمل الزائد أو قلة الحمل، مما يؤدي لهبوط حاد في مستوى اللاعبين أثناء فترات المباراة، وعلى اللياقة التخصصية التي تبنى عليها المهارة بصورة جيدة وبالتالي يفقدهم الأداء للعب الجماعي والابتعاد عن التنفيذ الخططي، واللجوء للعب الفردي، هذا يؤثر سلباً على مواصلة بذل المجهود البدني وبالتالي نجد أن نسبة الخطأ كبيرة جدا في التمرير بين اللاعبين.

وأكد عبد الهادي أن اللاعبين يتقنون بحرفية تامة اللعب المبنى على الخطط الدفاعية أكثر منه على الخطط الهجومية، ويرجع السبب لقلة المواهب، والمهارة، واللاعب الهداف، ولكن المدرب الواعي والذي لديه الإمكانية لقراءة اللعب يدرك ما هو المطلوب من المباراة وما الذي يمكن تحقيقه وكيفية التوازن ما بين الخطط الدفاعية والهجومية.

السويركي: الإعلام الرياضي أبعد اللاعبين عن تركيزهم..

واعتبر "نعيم السويركي" المدير الفني لفريق اتحاد الشجاعية أن السبب الرئيسي في إبعاد اللاعبين عن أدائهم داخل الملعب هو الإعلام الرياضي الذي أثر كثيراً في نفوسهم مما سبب لهم الضغط العصبي والقلق والتوتر قبل المنافسة، بالإضافة  للتعب الناتج عن السهر من خلال متابعة المواقع الرياضية مما انعكس سلباً على عدم القدرة على مواصلة المجهود البدني خلال التدريبات، وعدم مواصلة الأداء أثناء فترات المباراة، فيظهر التعب ويقل المجهود ويبعد اللاعبين عن تنفيذ الخطة والأداء التكتيكي.

واتفق السويركي مع البلعاوي بأن عدم وجود اللاعب الهداف في ملاعبنا اثر على سوء النتائج وخروج المباريات بالتعادل السلبي وإهدار الفرص، بالإضافة إلى سوء أرضيات الملاعب أفقد اللاعبين التمرير الصحيح وعدم بناء الهجمات.

الحولي: الأندية افتقدت للاعبي الخبرة..

بدوره قال "جمال الحولي" المدير الفني لنادي شباب رفح أن الغالية العظمي للفِرق بأنديتنا تلعب بطريقة (3-5-2) واللاعبون لا ينفذوا المطلوب منهم وخاصة في الشوط الثاني نتيجة ضعف المنسوب البدني بالإضافة لعدم وجود اللاعب المهاجم الذي يجيد اللعب تحت رؤوس الحربة، مشيراً إلى أن اللياقة البدنية كانت غائبة عن جميع الأندية خلال بطولة الدوري وخاصة في النصف الأول من المسابقة، لعدم اخذ الراحة الكافية وتلاحم المواسم الرياضية وقصر فترة الإعداد البدني العام والخاص.

وتحدث الكابتن الحولي عن كيفية معالجة نقص المجهود البدني بأنه بالاتفاق مع جهازه المعاون الفني والإداري خاض معسكر في الفترة الانتقالية بين النصف الأول والتاني  لرفع المنسوب البدني وزيادة اللياقة التخصصية لكل لاعب وخاصة تأهيل المصابين، فكان التدريب صباحاً ومساءً، مما اثر بشكل ملحوظ على ارتفاع المستوى الفني والبدني وتنفيذ الخطة بالشكل الجيد والاتزان بين الجانب الخططي والفني وساعد اللاعبين على الأداء الجماعي.

وشدد الحولى على أن أهم أسباب سوء الأداء والنتائج هو غياب اللاعب الهداف عن الملاعب عامة والقليل من الموجود أصحاب خبرة قليلة في مداعبة الشباك فالكثير، من الفرق تعتمد على لاعب معين في التهديف دون الاعتماد على باقي الخطوط.

وختم الحولي حديثه بان استقالات المدربين أضرت كثيراً بالفرق، وأثرت على المستوى العام، فثبات المدربين له أهمية كبيرة في نفوس اللاعبين وثبات التشكيل الدائم للفريق.

داخل الخبر تحت التفاصيل