"النشامى".. بطل مُثخن بالجراح.. تنازل عن هيبته مع سبق الإصرار والترصد.. فبات صيداً..

نتائج الفريق في الدوري تدعو للقلق.. والاعتماد على "بركات" النجم الأوحد.. يُعتبر كارثة..

فوتبول-أحمــد سلامــة:

لم يكن يتوقع أكثر المتشائمين أن يصل الحال بفريق "شباب خان يونس" إلى ما وصل إليه الموسم المنصرم، من تراجع في الأداء أو النتائج، حتى انتهى به المطاف سادس الترتيب، في موسم باعتقادي أنه الأسوأ في تاريخ النادي، كونه فريق بطل ومنافس دائم على الألقاب، فمن بطل الدوري العام 2011-2012، والوصيف عام 2012-2013، إلى المركز السادس العام الموسم الماضي, تراجع واضح، وانزلاق خطير قد يُنذر بكارثة إن لم يتم تدارك الأمر قبل فوات الأوان.. فالفريق فقد أنيابه تماماً، ولم يعد الأسد الذي يهابه الجميع.. حتى أن البعض أصبح يستسهل مقابلة النشامى في بعض الأحيان.. فإذا كان هذا حال النشامى اليوم.. فماذا سيكون حاله الموسم المقبل؟!

"فوتبول" وفي الحلقة السادسة من سلسلة حلقات "حكاوي الدوري" ستعرض أهم المحطات التي مرّ بها النشامى في الدوري عبر التقرير التالي:

بداية عقيمة..

لم تكن بداية النشامى في مرحلة الذهاب موفقة، ولم تكن عادية.. ففي أول ثلاث لقاءات خاضها الفريق لم يتمكن من تحقيق الفوز، وتعادل أمام الزعيم، وشباب جباليا، والشاطئ، قبل أن يحقق فوزه الأول في الأسبوع الرابع على أهلي غزة الجريح، وبصعوبة بالغة، ثم عاد للتعادل في ثلاث جولات متتالية أيضاً أمام الرياضي، وخدمات رفح، والشجاعية، لكنه خسر في الجولة الثامنة أمام اتحاد خان يونس، فيما حقق فوزين متتاليين على النصيرات والجمعية الإسلامية، قبل أن يتعادل في لقاءه الأخيرة في الذهاب أمام الهلال، ليخرج الفريق من مرحلة الذهاب وفي جعبته 16 نقطة، وضعته في مكان ليس بعيد عن المنافسة..

علاج نفسي..

بعد الأداء والنتائج غير المرضية للفريق، توقع الجميع أن يكون للنادي كلمة ما بين مرحلتي الذهاب والإياب، كي يعود الفريق لسابق عهده، ويحقق نتائج لافتة تؤهله للمنافسة، باعتباره من الأندية التي يُشار لها بالبنان، إلا أن إدارة النادي واللاعبين أيضاً لم يحركوا ساكناً، وكأن الثقة الزائدة لديهم منحتهم اللقب مسبقاً، وأن نجوم الفريق بإمكانهم حسم اللقب في مرحلة الإياب..

وأعتقد أن أول خطوة كان يحتاجها الفريق هي الإعداد النفسي لاستعادة الثقة المفقودة من نتائج الموسم مرحلة الذهاب.. بالإضافة لمعالجة الأخطاء الكثير التي وقع فيها الفريق خلال 11 مباراة لعبها..

الدخول إلى الوحل..

بدلاً من أن يستفد النشامى من أخطاء مرحلة الذهاب، والتعويض في الإياب عبر معالجة الأخطاء التي وقع فيها إدارياً وفنياً، استمر في تراجعه، وتسلل الإحباط إلى نفوس لاعبيه فخسر ثلاث مرات أمام الزعيم، وخدمات رفح، والجمعية الإسلامية، وحقق فوزين فقط على الشاطئ والشجاعية، وتعادل في 6 لقاءات، ليجمع 12 نقطة فقط، تضاف إلى نقاط الدور الأول ليصبح لديه 28 نقطة فقط، وهذه نتائج وأرقام لا تليق باسم النشامى، فمن غير المعقول أن لا يتمكن من تحقيق سوى خمسة انتصارات طوال الدوري، في حين تعادل 13 مرة، وهي أكبر نسبة تعادل لفريق في الدوري.

ثغرة واضحة..

المتتبع لأداء وشكل الفريق الموسم الماضي يلمس أن هناك ثغرة واضحة في دفاع النشامى بدليل ولوج مرماه لـ 18 هدفاً، وهي نسبة عالية لفريق بحجم النشامى، وأعتقد أن طريقة اللعب التي كان يلعب بها الفريق كانت سبباً في ذلك، ولا أدري لماذا تُصمم الأندية على اللعب بأربعة مدافعين التي تعتبر صعبة ومعقدة والقليل من المدافعين بإمكانهم تنفيذها بالشكل السليم، خاصة وأنها تحتاج إلى طرفين على طراز عالي جداً، إضافة لانسجام واضح بين قلبيْ الدفاع، وهي الثغرة التي عانى منها الفريق طوال الموسم الماضي قبل الماضي أيضاً ولم يتم معالجتها..

ماذا لو لم يوجد بركات..

إذا كان فريق النشامى قد سجل 21 هدف خلال مشواره في الدوري، فإنه يدين أولاً إلى نجم وهداف الفريق محمد بركات الذي سجل لفريقه 13 هدفاً توج بهم هدافاً للدوري، حيث جاءت معظم أهدافه حاسمة، وفي أوقات قاتلة.. صحيح أن بركات لم يكن ليسجل لولا مساندة زملاءه في الملعب، ولكن اعتماد الفريق على لاعب وحيد في التسجيل قلّل من قدرات الفريق تماماً وعمل على تحجيم قدرات بركات في كثير من الأحيان بفرض الرقابة اللصيقة عليه، على اعتبار أن معظم الكرات التي تأتي من الخلف تُرسل لبركات.. فماذا لو لم يملك النشامى لاعباً بحجم بركات..

وقفة مع النشامى..

- ماذا يعني أن يحقق النشامى 13 تعادلاً في الدوري، ويخسر في 4 مباريات ولم يحقق الفوز سوى 5 مرات!!

- ماذا يعني أن يسجل النشامى 21 هدفاً طوال الموسم، ويسجل له لاعب واحد 13 هدفاً منها!!

- ماذا يعني أن تتلقى شباك النشامى 18 هدفاً، وهو يملك اثنين من أفضل حراس المرمى في الدوري.

- ماذا يعني أن يجمع النشامى في مرحلة الإياب 12 نقطة من مجموع 33 نقطة!!