حكاوي الدوري ( 8 )
لماذا غرقت سُفن "البحرية" ؟!

الجمعة 2014-05-02 23:25:38 تعليقات: 0
لماذا غرقت سفن البحرية

"الشاطئ".. أسماء من ورق.. أرهقت خزينة النادي ولم تقدم ما يشفع لها في الموسم..

تعاقب ثلاثة أجهزة فنية خلال موسم واحد.. وإهمال اللاعبين أهم أسباب انهيار الفريق..

كتب أحمــد سلامــة:

موسمان كاملان غمرهما القحط.. انحنت خلالهما أمواج البحرية.. وانصاعت لتيار جارف كاد أن يودي بالفريق إلى دوامات الهبوط..

أسماء كبيرة.. وأموال طائلة أنفقتها إدارة النادي على الفريق على أمل الخروج ببطولة تشفع لهم، وتزيح غمامة الموسم قبل الماضي.. إلا أن الرياح جاءت لما لا تشتهي السفن.. وتكرر السيناريو.. وغرقت سُفن البحرية بصورة تدعو للقلق..

"فوتبول" وفي الحلقة الثامنة من سلسلة حلقات "حكاوي الدوري" رصدت أهم المحطات التي مرّ بها الفريق في الدوري عبر التقرير التالي:

حبة فوق.. حبة تحت..

رغم خسارة البحرية في بدايته ببطولة الدوري إلا أن الفريق كان جيداً في مرحلة الذهاب بإنهاء المرحلة بـ16 نقطة، وهو رقم جيد مقارنة بنتائج باقي الأندية في نفس المرحلة، والتي جعلته منافساً في البداية.. الخسارة لم تحط من عزيمة أبناء البحرية الذين عادوا بانتصارين وتعادل أمام النصيرات والهلال والنشامى على التوالي، ثم جاءت الخسارة الثانية أمام الزعيم، قبل أن يحقق فوز وتعادلين أمام جباليا والجمعية والأهلي، فيما تلقى خسارة مفاجأة أمام غزة الرياضي، لكن الفريق تمكن من التعويض بالفوز على الأخضر الرفحي في عقر داره، والتعادل أمام الشجاعية في آخر مباريات مرحلة الذهاب.. المعطيات التي قدمها أبناء البحرية في مرحلة الذهاب أعطت مؤشراً واضحاً بأن الفريق قادر على المنافسة، خاصة أنه يمتلك بين صفوفه أفضل لاعبي الدوري بالأسماء..

بداية الانهيار..

في الوقت الذي ظن الجميع أن البحرية تحت قيادة المدير الفني عاهد زقوت سيتمكن من  إعادة أمجاد الفريق، خاصة في فترة ما بين الدورين التي كان يعول عليها زقوت كثيراً لتصحيح الأخطاء ومعالجتها وفرض أسلوبه مع الفريق ليظهر بصورة أفضل في مرحلة الإياب، فاجأ اللاعبون الجميع بعدم الالتزام بالتدريبات ومواعيدها، والغياب المتكرر لنجوم الفريق، حتى أن بعض التدريبات شهدت حضور سبعة لاعبين فقط، مما عزا بزقوت إلى تقديم استقالته، ولكنه تراجع عنها تحت ضغط شديد من مجلس إدارة البحرية الذي وعد بتصحيح الأوضاع، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث، خاصة مع بداية مرحلة الإياب التي لم يحقق خلالها الفريق سوى انتصار وحيد فقط على الجمعية الإسلامية، وتعادل في خمس مناسبات، وخسر في مثلها، وكان قريباً جداً من مرحلة الخطر والهبوط للدرجة الأولى لولا تدارك موقفه في اللحظات الأخيرة، فلم يجمع الفريق سوى ثمان نقاط فقط، ليحتل المركز الثامن برصيد 24 نقطة.

لماذا التراجع..

سؤال بديهي بحاجة لإجابة شافية ومنطقية لتوضيح أسباب تراجع وانهيار الفريق.. والمتابع للفريق منذ بداية الدوري يمكنه الإجابة، والتي يمكن أن نحصرها في الآتي:

أولاً: الثقة الزائدة عن حدها، والتي وصلت حدّ الغرور، فامتلاك الفريق لمجموعة من اللاعبين المميزين الذين لعبوا للمنتخبات الوطنية زاد من حجم الثقة لدى اللاعبين والجماهير ومجلس الإدارة أيضاً، إلا أن النتيجة جاءت عكسية، بعد أن وضحت معادن هؤلاء النجوم الذين يلعب غالبيتهم من أجل جيبه، لا من أجل الفريق، باستثناء محمد القاضي، اللاعب الأكثر انتماءً للقلعة الزرقاء..

ثانياً: تعاقب ثلاث أجهزة فنية على قيادة الفريق خلال الموسم الواحد، بدءً بالمدير الفني بشير عط الله، ومروراً بـ "عاهد زقوت"، وانتهاءً بـ "ربحي سمور"، وبالتأكيد كل مدرب له أسلوب وطريقة معينة تختلف عن الآخر، ومع عدم وجود الوقت الكافٍ لكل مدرب لوضع بصمته كان من الصعب تحمل ثلاث أجهزة فنية لقيادة الفريق.

ثالثاً: الإهمال غير المبرر من اللاعبين في مرحلة الإياب وعدم الانضباط والالتزام بالتدريبات وضع الفريق في مأزق..

رابعاً: الضغط الجماهيري الكبير الذي عاشه الفريق، خاصة بعد انتهاء مرحلة الذهاب، وضمان وجود الفريق بين خماسي المنافسين على اللقب، وسرعان ما انقلب هذا الضغط إلى الضد فانهار الفريق وساءت النتائج..

البحرية في أرقام..

- لعب الفريق 22 مباراة في الدوري، حقق الفوز في خمسة منها، وتعادل في تسعة، وخسر ثمان لقاءات..

- يعد الفريق رابع أضعف خط دفاع في الدوري، حيث ولجت شباكه 25 هدف، أي أن الفريق يعاني كثيراً في حراسة المرمى وخط الدفاع، وإذا لم يتدارك موقفه الموسم القادم، سيكون في موف حرج.

- لم يتمكن الفريق من تحقيق الفوز في مرحلة الإياب إلا مرة واحدة فقط، وكانت أمام الجمعية الإسلامية بثلاثية نظيفة.

 

داخل الخبر تحت التفاصيل
صور الخبر