- فوز المغرب وإسبانيا والبرتغال باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030
- فدائي الصالات يستعد لتصفيات كأس آسيا
- الاتحاد الخليجي لكرة القدم : نبارك للأشقاء في المغرب على استضافة كاس العالم 2030
- فيديو: الشجاعية والهلال .. الاتجاه المعاكس في الدوري الممتاز
- الاتحاد الآسيوي: المكبر يخسر أمام النهضة العماني برباعية
- جدول مباريات الجولة 4 من دوري المحترفين
كتب أحمد سلامة:
إن نجاح أي بطولة على مستوى العالم مهما كان نوعها لم تكن لتنجح لولا الحضور الجماهيري الذي يزيدها إثارة ومتعة، سيما أن الجماهير تعتبر كلمة السر الأولى في هذا النجاح، والدافع الأول للرياضيين لحثهم على الاستماتة داخل الميدان لتحقيق الفوز الذي من شأنه جلب المتعة والفرحة والسرور لهذه الجماهير التي تتوافد آلافاً إلى الميادين الرياضية لتشجيع رياضييها، إلا أنه وبالرغم من أهمية الحضور الجماهيري فإن هناك –فئة- تُفسد متعة الرياضة وتحولها من قيم وأخلاقيات عُليا إلى سلوكيات دُنيا، تحط من الرياضة وأهميتها في تهذيب النفوس.. وهذا يدفعنا لطرح السؤال الهام لماذا نجد فئة من جماهير الأندية تسيء إلى نفسها, وتؤذي مسامعنا بالتفوه بكلمات بذيئة تخدش الحياء, لا يراعون فيها ديناً ولا عرفاً, ولا وجود لأطفال أو نساء حولهم في المدرجات؟!
"فوتبول" وعبر الحلقة الثالثة عشر من حلقات (حكايات الدوري) تابعت عن كثب إيجابيات وسلبيات التواجد الجماهيري في بطولة الدوري المحلية وكيفية تثقيف الجماهير بالسلوكيات السليمة عبر التقرير التالي:
العاطفة غلبت الثقافة..
من الواضح أن ثقافة التشجيع ما زالت غائبة عن ملاعبنا، كون العاطفة تغلب دائماً على طريق التشجيع، وإذا من حق كل إنسان أن يُعجب بشيءٍ ما إلا أنه يجب أن لا تغلب العاطفة على العقل في هذا الإعجاب وألا تزيد عن حدّها، خاصة حين يتعلق الأمر بالتشجيع الرياضي، لأن كل شيء يزيد عن حدّه ينقلب ضدّه وأكثر المتعصبين دائماً "مُغالين"، وللأسف الشديد فإن واقع التشجيع الرياضي سواء على المستوى المحلي أو الدولي يشوبه نوع من التطرف والتعصب الأعمى الذي هو مرفوض عُرفاً وشرعاً لما له من سلبيات تؤثر على الفرد وعلى المجتمع أيضاً، خاصة وأن هناك الملايين يتابعون المباريات الرياضية، في حين أن الممارسين لها ليس إلا بعض أفراد لا يتجاوزون عدد أصابع اليد في معظم الأحيان، لذا فعلى المشجعين إدراك أن الهدف من المشاهدة هو مجرد التسلية والترويح عن النفس، وأن التعصب في التشجيع يسوق إلى الحرام من السب والشتم وإثارة الشغب أحياناً.
التثقيف ضرورة..
يجب أن يعي الجميع أن التغيير والتثقيف يجب أن يبدأ من النشء لأن توعية وتثقيف الجماهير وتحديداً الصغار منهم لا يقل أهمية عن إنشاء البنية التحتية وتطوير الكفاءات الفنية والإدارية والتدريبية المختلفة، ولنا في اليابان المثل الأكبر، حيث كانت لليابان في التسعينيات رؤية بعيدة المدى تستند إلى أن صغار السن سيكونون واجهة التشجيع والحضور لمونديال 2002 الذي استضافته، فعمدت على تشجيع صغار السن على حضور مباريات الدوري المحلي بهدف تثقيف هذه الفئة وتكوين جيل يدرك واجباته وحقوقه في الملاعب قبل انطلاق المونديال بأكثر من عشر سنوات فكان إعداد الجماهير يسير متوازياً مع إعداد منتخبها ومنشآتها، فأبهرت العالم بتنظيم ساحر وسلوك أقل ما يمكن أن نسميه بأنه "مثالي" وتركت انطباعاً جميلاً في نفوس كل من شاهدوا المونديال عن بعد أو قرب وأعطت صورة جميلة لثقافة وحضارة شعب يحترم الآخر.
ارحموا الحكام..
إن أكبر نقد يمكن أن ننتقد به الجمهور هو الألفاظ الجارحة التي تُفسد الرياضة جمالها اتجاه الحكام والتحكيم، وهم الذين ينالون القسط الأكبر من الشتائم والألفاظ النابية التي لا يقبلها عقل، ولا أعلم كيف يتجرأ عدد من الجمهور بتوجيه مثل هذه الألفاظ والاتهامات التي قد تصل إلى الطعن في أخلاقيته وسلوكه واتهامه بالرشوة أحياناً، وبالتخاذل أحياناً أخرى، وهنا نترك تساؤل في غاية الأهمية، أليس الحكم إنسان قد يُصيب وقد يخطئ حاله حال الكثير؟
فكيف يسمح الجمهور بالشتم والسب في وقت يكون فيه شقيق الحكم أو والده أو أحد أقربائه جالساً لمتابعته، وماذا لو قام أحدهم بشتم الحكم في عرضه وبجانبه أحد أقربائه؟ وهل يقبل أحدهم أن يُشتم شقيقه أو أبيه لو كان في نفس موقف الحكم؟ ولنا أن نتصور ماذا يمكن أن يحدث في هذا الموقف..
حضور كبير..
لابد أن نُشير إلى أن هذا الموسم يُعتبر الأكثر حضوراً على صعيد التشجيع الجماهيري، حيث سجلت الكثير من المباريات الكبيرة حضوراً ضخماً وصل إلى أكثر من 8000 متفرج، وكان لفريق شباب رفح الحظ الأوفر من هذا الحضور، وخاصة في الدور الثاني الذي اشتعلت فيه المنافسة بقوة، ورغم أن فريق الشاطئ كان مهدداً بالهبوط حتى قبل النهاية بجولتين إلا أن جماهيره أثبتت أنها فاكهة الجماهير الفلسطينية بطريقة تشجيعها وانتماءها اللامحدود رغم صعوبة موقف الفريق، فيما يعتبر مشجعي الطواحين الأكثر جنوناً على صعيد طريقة التشجيع والمؤازرة التي لا تتوقف لفريقها أينما حل، كما لا ننسى الحضور المكثف لجماهير النشامى حين يلعب على أرضه..
هذا الحضور الجماهيري الكبير الذي سجلته بطولة الدوري يجب أن يزداد عدداً وانضباطاً في البطولات المقبلة، وأن تزيد ثقافة التشجيع لدى الجميع للابتعاد عن كل ما يؤذِ في التشجيع..
وللإعلام رسالة..
إذا كانت الرسالة الإعلامية على اختلاف مستوياتها الزاد الذي ينهل ويغرف منه كل من يريد في كافة المجالات، وإذا كان الصحفيون هم الأداة الأهم لإيصال الرسالة، فإن الإعلام بكافة شرائحه وصحفييه مطالب بتوعية الجماهير وتعريفهم بكيفية الدخول والخروج من الميادين الرياضية, وكيفية استخدام مرفقاته الخدماتية، بالإضافة للسلوكيات التي يجب التحلي بها في المدرجات وما يجوز منها وما لا يجوز، ونشر ذلك من خلال الصحف ووسائل الإعلام والنشرات التثقيفية التي تصدر عن رابطة الصحفيين الرياضيين، وروابط الجماهير.
ولا يختلف دور الاتحادات الرياضية عن دور الإعلام في عملية التثقيف الجماهيري، فالاتحادات مطالبة بعقد ورش عمل خاصة لروابط المشجعين وتعبئتهم بالسلوكيات والأخلاقيات الرياضية التي يجب أن تتمتع بها الجماهير، وتشجيع الرياضيين على التحلي بالروح الرياضية والالتزام بقواعد اللعبة، ناهيك عن تنظيم لوائح خاصة يتم من خلالها معاقبة جماهير الأندية المسيئة والمثيرة للشغب بأحكام صارمة وغرامات مالية كبيرة كي تحد من هذه الظاهرة، وتساهم في تطوير الرياضة وازدهارها على مدى السنوات المقبلة.. فالتشجيع الجماهيري أداة بناء.. لا هدم!!