- فوز المغرب وإسبانيا والبرتغال باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030
- فدائي الصالات يستعد لتصفيات كأس آسيا
- الاتحاد الخليجي لكرة القدم : نبارك للأشقاء في المغرب على استضافة كاس العالم 2030
- فيديو: الشجاعية والهلال .. الاتجاه المعاكس في الدوري الممتاز
- الاتحاد الآسيوي: المكبر يخسر أمام النهضة العماني برباعية
- جدول مباريات الجولة 4 من دوري المحترفين
رام الله ـ محمد العمري
أيام قليلة وتنطلق بطولة كأس التحدي لكرة القدم في نسختها الأخيرة والتي تستضيفها دولة جزر المالديف من التاسع عشر من أيار الجاري وحتى الثلاثين منه، بمشاركة منتخبنا الوطني الأول.
الفائز بلقب البطولة سيتأهل إلى أمم آسيا التي تستضيفها أستراليا "بلاد الكنغر" العام المقبل، وستكون آخر نسخة تقام فيه هذه البطولة للدول النامية في آسيا، خاصة أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قرر زيادة عدد المنتخبات المشاركة بدءاً من النسخة 2019 إلى 24 منتخبا.
البطولة التي أطلقها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لأول مرة العام 2006 للدول النامية في كرة القدم في القارة الصفراء، يحمل منتخب كوريا الشمالية الرقم القياسي بعدد ألقابها رغم حداثتها، حيث توج مرتين بالبطولة، وهو من خلالها وصل إلى العالمية بعد تأهله لكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، فهل تكون النسخة الأخيرة لبطولة التحدي بوابة المنتخب إلى آسيا، ولم لا إلى العالمية أيضا.
وسيلعب منتخبنا في البطولة إلى جانب منتخبات: قيرغيزستان، ومستضيف البطولة منتخب جزر المالديف، إضافة إلى منتخب ميانمار، وستكون هذه المجموعة فرصة للمنتخب للانتقام من قيرغيزستان الذي حرمه من التأهل لبطولة التحدي 2010، وأخرجه من ربع نهائي 2006 بفوزه عليه بهدف نظيف جاء في الوقت القاتل، وهو يعد أبرز المنافسين له على صدارة المجموعة، ويسبقنا في تصنيف الفيفا ويحتل المركز الـ148، بينما منتخبنا يحتل المركز الـ165.
وبالنسبة لمنتخب جزر المالديف، فإنه متطور جدا، وأداؤه في تسارع مستمر، رغم انه كان يتعرض للهزائم في اواسط التسعينيات بفارق 20 هدفا على الأقل، ولكن في السنوات الأخيرة أصبح أفضل ومع ذلك، لكن ليس بالمنتخب المخيف أو الصعب ويمكن تجاوزه، رغم أنه يلعب على أرضه وبين جماهيره، وآخر المنتخبات هو ميانمار الذي تأهل لنصف نهائي البطولة في نسختي: 2008 و 2010 وهو منتخب مجهول الهوية ويمكن أن يشكل مفاجأة البطولة لذلك يجب الحذر منه.
وإذا تأهل منتخبنا إلى دور نصف النهائي (وهذا أمر ليس بالصعب بل هو سهل ومتوقع حسب المعطيات)، فإنه سيصطدم إما مع منتخب تركمنستان أو مع الفلبين باعتبارهما الأفضل في المجموعة الثانية وهما ليسا غريبين عليه، حيث أنه لاقى الفلبين في النسخة الماضية في تحديد المركز الثالث والرابع وخسر أمامها بثلاثة أهداف لأربعة، أما منتخب تركمانستان فهو يعد من أبرز المرشحين لنيل لقب البطولة ويعد الأفضل، لذا على منتخبنا العمل على تلاشي مقابلته في نصف النهائي من خلال تصدر المجموعة، وهذا المنتخب هو وصيف النسختين الماضيتين، ومع ذلك يبقى منتخبنا الأفضل إذا قدم لاعبوه كل ما في جعبتهم.
استعدادات منتخبنا للبطولة لم تكن قوية ولا بالمستوى المطلوب والمأمول، حيث اقتصر ذلك على معسكر خارجي في الدوحة استمر عدة أيام، تخلله إقامة ثلاث مباريات ودية، وهناك معسكر داخلي تخلله إقامة عدد من المباريات الودية مع منتخبنا الاولمبي وعدد من فرقنا المحلية.
ولكن الملاحظ في معسكر الدوحة أنه اشتمل على مباريات كانت ضعيفة وليست مع أندية معروفة، باستثناء خوض لقاء مع نادي الوكرة الذي يحتل ترتيبا متوسطا في دوري "نجوم قطر" واللقاءين الآخرين كانا مع فريقين يلعبان في الدوري العسكري، وكأننا ذاهبون للمنافسة في بطولة للمنتخبات لعسكرية.
الغريب، أيضا، أن الجهاز الإداري للفدائي بقيادة جمال محمود، لم يخض أي لقاء ودي مع منتخبات من شرق آسيا والتي يتشابه أداؤها مع المنتخبات التي سيلاقيها الوطني في بطولة التحدي، بل أنه لعب مع فرق مجهولة ومستواها بعيد جدا مع المنتخبات المشاركة، وتم إلغاء معسكر سريلانكا في اللحظات الأخيرة، مع أنه يعتبر مهما باعتبار أن أجواءها قريبة جدا من جزر المالديف.
الشارع الفلسطيني وجماهيره، ينتظرون البطولة على أحر من الجمر، خاصة أنها تعد الأمل الأخير للمشاركة في أمم آسيا وتحقيق حلم الوصول إلى أستراليا، هذه الجماهير بالتأكيد ستكون خلف منتخبها وستشجعه حتى اللقاء النهائي، فهل سيكون المنتخب قادرا على قبول التحدي وإحراز اللقب أم أننا سننتظر لسنوات أخرى حتى تحقيق الحلم؟
الجماهير لن تقبل هذه المرة بأقل من اللقب بعد التطور الكبير الذي تحقق للرياضة في فلسطين، وخاصة كرة القدم من خلال انتظام انطلاق الدوريات لمختلف الدرجات، وأبرزها دوري المحترفين غير المطبق في العديد من دول الجوار التي تسبقنا كثيرا في اللعبة، إضافة إلى توفر الملاعب، وإقامة المعسكرات الداخلية والخارجية وخوض اللقاءات الودية التي لم تكن بحجم البطولة، ومع ذلك تغير الوضع كثيرا، ولا يوجد أي حجة للفشل مجددا.
الجماهير تنتظر الكثير من البطولة التي تشكل بارقة الأمل الأخيرة لها لحفر اسم فلسطين في البطولات الخارجية الذي لم نستطع تحقيقه بعد، خاصة بعد فشل أنديتنا في إحراز بطولة كأس رئيس الاتحاد الآسيوي وعدم قدرتها على التأهل لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي بعد الخروج على يد أندية ضعيفة ومجهولة.
حق الجماهير الفلسطينية أن تحلم باللقب كغيرها من شعوب العالم، ليس جريمة، وكلامها ليس نقدا أو للتقليل من منتخبها أو استباقه للفشل قبل البداية، بل على العكس من ذلك فهي تتمنى منه رفع راية فلسطين في عالم الرياضة باعتبارها من ستؤكد وتدعم قضيتنا.
آخر الكلام .. الجماهير الفلسطينية تريد لقب التحدي هذه المرة ولا تريد أن تبقى تحلم، وتتمنى أن يكون منتخبها على قدر المسؤولية وينجح في هذه المهمة غير المستحيلة.