- فوز المغرب وإسبانيا والبرتغال باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030
- فدائي الصالات يستعد لتصفيات كأس آسيا
- الاتحاد الخليجي لكرة القدم : نبارك للأشقاء في المغرب على استضافة كاس العالم 2030
- فيديو: الشجاعية والهلال .. الاتجاه المعاكس في الدوري الممتاز
- الاتحاد الآسيوي: المكبر يخسر أمام النهضة العماني برباعية
- جدول مباريات الجولة 4 من دوري المحترفين
فوتبول - محمد عوض
سمعت من أحد الأندية في دوري المحترفين بأن الهيئة الإدارية وضعت تصوراً لتعاقداتها في هذا الصيف ، واستعداداً للموسم الكروي القادم ، لكن هذا الفريق قرر حسبما علمت ألا يتعاقد مع أي من لاعبي الداخل الفلسطيني ، ومحاولة خطف ود العناصر البارزين ، خاصة أولئك الذين يلعبون في المنتخبات الوطنية .
هذا القرار بالنسبة لنادٍ واحد ، أو مجموعة أندية ، يمثل رؤية مستقبلية حقيقية آتية من الحاجة الماسة لإيجاد وضع متوازن ومستقر ، وبالتالي الحصول على تركيبة منسجمة يمكن التعويل عليها خلال موسم كامل ، أو حتى خلال المواسم القادمة ، وهذا لئلا يقع الفريق في مغبة التعاقد مع لاعب ومن ثم الرحيل بشكل مفاجئ .
ومع أن سوق الانتقالات لا زال راكداً إلى حد ما كون الأمـور في بدايتها ، والجميع يتأنى في اتخاذ قرار ارتباطه بفريق جديد ، أو البقاء مكانه ، وذلك بناء على عدة اعتبارات يراها اللاعب ويقتنع بها أيضاً ، ولذلك فإننا هنا نتساءل عما يمكن أن يحدث في المستقبل ، وفق مسببات وقعت في المواسم الماضية .
دوافع الإقبال والإدبار
دوافع إقبال الأندية الفلسطينية على التعاقد مع لاعبي الداخل ، تأتى بسبب الحاجة الماسة لرأب الصدع في المراكز التي يعاني منها ، وبعض الأندية عززت زيادةً أيضاً ، لكن الداخل المحتل كان الملجأ الوحيد لهذه الفرق ، كون التعاقد مع لاعبين من الخارج ، أو بالأحرى من غير الأصول الفلسطينية أمر ممنوع ، وللاتّحاد غرضه من ذلك ، إلى جانب صعوبة إصدار التصاريح للاعبي القطاع .
الأمـر لا يقف عند هذا الحد ، إنما بسبب عدم قناعة عدد من الأندية بإمكانيات الشباب من أبناء النادي ، وهذا جعلهم يتعاقدون مع عناصر من الداخل ، على الرغم من أنهم لم يكن لديهم أية معلومات حقيقية عنهم ، وعدد من الأندية لم يختبرهم ، بل ضمهم بناءً على توصية من أحد الإداريين الذين دعم نظرته بنصيحة مدرب من الداخل ، أو بناءً على توصية المدير الفني نفسه لمعرفته باللاعب وقدراته .
لعل أهم ما يجعل الأندية تدبر ، أو تفكر بألا تقبل على التعاقد مع لاعبي الداخل الفلسطيني ، هو هروبهم في أية لحظة ، وعودتهم من حيث أتو ، وهذا يكون وفق مسبب مقنع بالنسبة لهم ، وبعضهم يرحل بدون سبب يقنع نفسه فيه حتى ، وأضع في مخيلتي عدة نماذج من اللاعبين لا أود التطرق لأسمائهم بعد رحيلهم ؛ لكن في الوقت ذاته ، أسباب رحيلهم بالغالب مهما كانت لا تقنع الأندية ، بل تخلق حالة من الغضب الكبير في أوساط الجماهير ، وبالنسبة للمدرب ؛ خاصة إذا كان اللاعب مؤثراً .
أحد المدربين قال لي بأنه لا يؤمن أبداً بأي أسباب يبديها اللاعب للرحيل عن ناديه ، أو مغادرته بدون إذن ، لأنه يرى في ذلك خطأ فادح ، لاسيما بأنه أبرم تعاقداً ، ويجب عليه احترامه ، وأن الأندية تحاول جاهدةً تأمين رواتب اللاعبين ، لكنها تمر بظروف صعبة أحياناً ، وأشار حينها إلى أن الهيئات الإدارية في معظمها تريد مصلحة النادي ، والمصلحة تأتي بالإبقاء على العناصر الهامة ، لكنها تعجز في أوقات معينة .
المفر بين المطرقة والسندان
بالنسبة للأندية ، فإن الداخل كما تحدثنا سابقاً ، المفر الوحيد أمام الفرق الفلسطينية في الضفة الغربية ، لكن ذلك بات يقف بين مطرقة الخوف من هروب اللاعبين من الداخل ، وخاصة حينما تتعثر الحالة المالية ، وكان الحديث صراحة مع أكثر من لاعب عائد ، بأنه هرب كونه لم يحصل على مستحقاته كاملة ، وسبق وأن قال لي المدرب سمير عيسى ، بأن أحد أسباب القدوم إلى هنا هو الحصول على المال .
ويجب هنا ألا ننسى في هذا السياق أو نحاول أن نتناسى ، بأن بعض اللاعبين الذين حضروا من الداخل ، لم يواجهوا أبداً إشكاليات مالية ، ولم يكن أية ديون على النادي ، مثل علي عدوي ، وكامل جبارين ؛ حيث قدم اللاعبان إلى شباب الخضر في صفقة كبيرة ، وحصلوا على جزء كبير من مستحقاتهم المالية مقدماً ، لكنهم غادروا في فترة حساسة ، كان الفريق بأمس الحاجة إليهما .
مطرقة القلق والخوف من هروب اللاعبين تجلد الأندية ، والتأثير على مستقبل النادي ، وسندان الحاجة إليهم سوط عذاب ، لأن الإدارة هنا تواجه جمهوراً يريد تحقيق الإنجازات ، خاصة الأندية الكبيرة التي تصرف الآلاف والملايين ، فما الذي سيقنع المشجع بالأسباب ؟! وكم مرة سمعنا من جماهير حينما يغادر لاعب ما إلى الداخل "هل تعجز المدينة كاملة على دفع المبلغ الفلاني؟" ، ومنهم من يمتلك قناعة تامة بذلك ، ويجزم بأنه كان يجب أن يتم تدبير المبلغ بأي شكل .
أنا أعتقد بأنه لا يمكن الفصل أبداً بين موضوع الاعتماد على العناصر الشابة ، والتعاقد مع لاعبي الداخل أيضاً ؛ فأبناء النادي هم الحل المثالي لإنهاء حالة الاعتماد على التعزيز ، في حال كانت الهيئة الإدارية على قناعة تامة بذلك ، والقناعة تولد الاهتمام الحقيقي بهم ، والمبني على دراسات علمية واعية تفضي لبناء أجيال يمكن التعويل عليهم كثيراً في المستقبل ، والظفر ببطولات للفريق الأول والفئات العمرية .
إشاعة قـرار المنع
منذ فترة أطلت علينا إشاعة تداولها رياضيون ، بأن الاتّحاد الفلسطيني لكرة القدم ، يريد منع التعاقد مع لاعبين من الداخل ، نظراً لعدم السيطرة عليهم ، ولأنهم لا يتبعون له في اتخاذ قرارهم بالعودة ، لكن هذه كانت مجرد إشاعة ، وبالتأكيد فإنها ستلقى قبولاً من البعض ، لكنها في الوقت ذاته ستلقى رفضاً من البعض الآخـر ، والموضوع فعلياً بحاجة لتأنٍ كبير قبل اتخاذ قرار فيه .
فعلياً ، منع التعاقد مع لاعبي الداخل ، يعني إغلاق الرئة الوحيدة للأندية الفلسطينية ، في ظل بقاء الوضع كما هو عليه ، وفي حال إصداره ، قد يصدر قراراً آخـر يعطي الأندية مثلاً فرصة للتعاقد مع لاعبين من الخارج ، لكن هذا الموضوع ليس سهلاً ، فالقدوم إلى فلسطين صعب ، وإصدار الفيزا ، وتصاريح الإقامة ، وما يتعلق به لن يكون أمراً يسيراً ، وهذه مجرد تكهنات بما يمكن أن يحدث .
لكن أيضاً من الممكن أن يكون قراراً كهذا مفيداً للأندية ، فيجعلها تضطر للبحث عن وجهة أخرى ، وتحديداً الاعتماد على العناصر الشابة ، والسعي للتعاقد معهم ، واكتشاف المواهب وضمها ، وهذا يهيئ أيضاً لزيادة قيمة اللاعب المحلي ، وهي سلبية أخرى ، توقع الأندية تحت المزيد من الضغوط المالية ، الرؤية العامة للموضوع يجب أخذها من كل الزوايا ، وهذا المأمول بالتأكيد من اتّحاد اللعبة .
تعاقدات مكررة مجدداً
من بقي من لاعبي الداخل في الأندية الفلسطينية ، أو من تم التعاقد معهم ، هم ممن لعبوا الموسم الماضي هنا ، ولغاية اللحظة لم نشهد وجوهاً جديدة ، حتى على صعيد المدربين ، فشباب الخليل مثلاً استعاد لاعبه الأسبق عاطف أبو بلال ، كذلك جدد تعاقده مع لاعب خط الوسط سامح سرحان الذي حضر إلى العميد خلال فترة الانتقالات الشتوية من الموسم الماضي ، وقدم مستوى جيداً جعل الإدارة تبقي عليه .
إسلامي قلقيلية أيضاً ، وحسبما صرح سابقاً حارسه راني عودة بأنه سيبقى لموسم آخـر مع الفريق ، بناءً على اتفاق بينه وبين الهيئة الإدارية ؛ وكان رئيس الهيئة الإدارية لشباب الظاهرية محمد الجبارين قد تحدث منذ أيام عن النية في الإبقاء على اللاعبين الذين خاضوا غمار الموسم المنصرم ، وجلهم من الداخل ، لكن لغاية اليوم لم يتم تجديد تعاقد اللاعبين بشكل رسمي ، وكذلك من المتوقع بقاء أحمد حربي مع الأمعري .
عموماً ، يجب الانتظار للأيام القادمة ، للإجابة عن السؤال محور التقرير ، وسيكون هذا بالمقارنة بين عدد اللاعبين القادمين من الداخل الموسم الماضي ، والذين تم تجديد تعاقدهم ، أو حضروا مجدداً هذا الموسم ، وإنني متأكد بأنه في حال أصبح التعاقد مع لاعبي قطاع غزة ، وإصدار تصاريح لهم ؛ فإن الوجهة ستتغير بشكل كبير ، والاحترافية بحاجة لفتح الخطوط بكافة الاتجاهات المفيدة .
في النهاية ، الموسم القادم هو امتداد للمواسم السابقة ، وحالة الأندية المالية الصعبة ليست بحاجة إلى إدارة جديد فقط لإدارة الأزمـة القائمة حالياً ، بل إنها بحاجة ، بأمس الحاجة ؛ إلى رجال يمتلكون عقولاً كبيرة يعملون جاهداً على إيجاد حلول فعلية ، تمكّنهم من إحداث تغيير إيجابي على كرة القدم الفلسطينية ، وهذا ما سيسهم بإحداث نقلة إلى الأمام ، تجعلنا في المقدمة فعلاً ، لأننا نستحق ، كون الرياضة هنا قامت بعزيمة وإصرار ، وقوبلت بحراب منقطع النظير ، قابله تحدٍ رفع العالم أجمع له القبعة احتراماً وتقديراً .