- فوز المغرب وإسبانيا والبرتغال باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030
- فدائي الصالات يستعد لتصفيات كأس آسيا
- الاتحاد الخليجي لكرة القدم : نبارك للأشقاء في المغرب على استضافة كاس العالم 2030
- فيديو: الشجاعية والهلال .. الاتجاه المعاكس في الدوري الممتاز
- الاتحاد الآسيوي: المكبر يخسر أمام النهضة العماني برباعية
- جدول مباريات الجولة 4 من دوري المحترفين
كتب أحمـــد ســـلامة:
فرّحتونا.. أقل كلمة يمكن أن نقولها للفدائي الذي كان عند حسن الظن به.. ودافع عن اسم وسمعة فلسطين وقضيتها العادلة.. قهروا المستحيل.. عانقوا صهوات المجد.. رسموا البسمة على شفاه الملايين.. حين كان الاحتلال يحبس نسيم فلسطين العليل ويقتل كل هواء يمر....
فشكراً لكم من القلب.. شكراً لكم بحجم الآهات والدموع التي ما انفكت تسيل بمجرد أن أُعلن تتويج فلسطين بكأس التحدي.. ومرورها إلى استراليا رغم الظروف القاهرة..
"أيام الملاعب" أبحرت في تتويج الفدائي وظروف تتويجه المعقدة عبر التقرير التالي:
ثقة في محلها..
لم يكن الفدائي وجهازه التدريبي في شكٍ من أنهم يحملون على عاتقهم قضية شعب ينتظر الفرح.. فكانت ثقتهم وإيمانهم بقدراتهم حاضرة تماماً.. وهذا كان واضحاً من خلال السيطرة المطلقة على مجريات الشوط الأول بالكامل الذي كان بإمكان الفدائي أن يسجل خلاله أكثر من هدف لولا سوء الطالع الذي لازم لاعبيه.. وهذا أعطى مؤشراً واضحاً بأن التسجيل بات قريباً.. فكان تناقل الكرات في منتصف ملعب الفلبين سهلاً وممتعاً أيضاً.. وفرض الفدائي طريقة وأسلوب لعبه واقعاً، وتلاعب بالفلبينيين كيفما شاء.. حتى أننا لم نشعر بوجود أي خطر حقيقي للفلبين الذي لعب بحذر شديد خوفاً من مفاجآت الفدائيين..
أسلوب منطقي..
كان جمال محمود المدير الفني للفدائي منطقي جداً في طريقة لعبه وصريح في التشكيل والوظائف والمهام، ولعب بطريقته المعتادة 4/2/3/1 مع إحكام سد الجانبين الأيمن والأيسر مصدر قوة المنتخب الفلبيني، ومباغتة الفلبين من العمق والأطراف في آن واحد من خلال الضغط على حامل الكرة، وخاصة خط الدفاع لمنعه من التمرير وبناء الهجمات، فنجح لاعبوا الفدائي في مهامهم على أكمل وجه، وبات المنتخب الفلبيني تائهاً تماماً أمام عنفوان الفدائيين الذين بسطوا سيطرة كاملة على مجريات المباراة، كما نجح نعمان وأبو حبيب في ضرب الدفاعي الفلبيني في أكثر من مرة ولكن غاب التسجيل في الشوط الأول الذي انتهى سلبياً..
هدوء يسبق العاصفة..
رغم أن الفدائي يعلم تماماً أن هذه المباراة هي مباراة العمر التي لن تتكرر، لم يتسرع الفوز، ولعب بهدوء وتركيز شديدين، واستمر بالضغط الهجومي من منتصف ملعب الفلبين الغائب تماماً أمام سيطرة الفدائي، فأزعجت تحركات نعمان وحبيب ومراد إسماعيل الفلبين حتى نجح المتألق نعمان من الحصول على ركلة حرة مباشرة خارج الصندوق تقدم لها على طريقة الكبار ووضعها بشكل مثالي مسجلاً أجمل أهداف البطولة على الإطلاق، وهدف المرور إلى استراليا لأول مرة في تاريخ فلسطين، وأعلن عن نفسه هدافاً لبطولة كأس التحدي بأربعة أهداف، قد تضعه محط أنظار العديد من الأندية العربية والأسيوية وربما العالمية..
حيوية محمود..
ما يميز المدير الفني جمال محمود في هذا اللقاء أنه لم يتراجع للدفاع بعد الهدف الذي سجله الفدائي بعد مرور ربع ساعة على الشوط الثاني، واستمر في نهجه الهجومي مع إغلاق جميع المساحات أمام لاعبي الفلبين الذين فشلوا في اختراق دفاع الفدائي طوال شوطي اللقاء، فلجأ لاعبوه إلى التسديد من خارج الصندوق الذي كان لها الحارس الفذ رمزي صالح بالمرصاد، ونجح في الحفاظ على شباكه طوال البطولة بدون أي هدف ليكون الحارس الأفضل في البطولة بلا منافس، فيما كانت تغييراته في الدقائق الأخيرة منطقية جداً وفي الوقت والزمان المناسبين للحفاظ على تقدمه والخروج بما خطّط له تماماً وهو ما نجح به بامتياز..
مسئولية كبيرة..
لا شك أن الدور الكبير والتحفيز المعنوي والمادي من السلطة السياسية والرياضية العليا نحو الفدائي كان لها دوراً بارزاً في أن يدافع الفدائيون عن اسم فلسطين، ويعودوا بالابتسامة إلى شوارع الضفة الغربية وغزة والعواصم العربية رافعي الرأس والهامات.. في وقت كان الإعلام هدّاراً لا يتوقف على مدار أكثر من أسبوعين وقوفاً بجانب الفدائي كي يكونوا على الموعد.. فصدقوا الوعد.. وصدقناهم.. ولمسوا شغاف قلوبنا.. ونثروا الفرح في كل بيت.. وشارع.. وحارة.. ومدينة..
فشكراً لكم من القلب.. شكراً بحجم الفرح.. شكراً بحجم أرواحكم.. وقولوا للياسمين على رؤوسكم نهديكم السلام.. لأنكم باختصار "فرّحتونا"..