فوتبول – سلطان عدوان

أنجز منتخبنا الوطني لكرة القدم مهمته بنجاح بعد أن حقق المطلوب وأسعد الجماهير، وتربع على عرش بطولة كأس التحدي الآسيوي، ليطير الفدائي عن جدارة واستحقاق إلى أستراليا ويشارك لأول مرة في تاريخه في نهائيات كأس الأمم الآسيوية العام المقبل.
وسيكتب التاريخ هذا الإنجاز بحروف من عزة، فقد عانقنا الذهب في المالديف وانتصرت إرادة الفدائي أمام الفلبين، وتحققت أمنيات الجماهير الفلسطينية العاشقة والمتعطشة لاعتلاء منصات التتويج، والتي احتشدت بالآلاف حول شاشات العرض الضخمة التي زينت ميادين فلسطين.

فرحة وانتصار

وتوحد الصوت الفلسطيني في محافظات الوطن وأبرق رسالة مفادها بأننا شعب يحب الفرحة ويعشق الانتصار.
نعم، فعلها أبطال الكتيبة الفلسطينية الذين دقوا طبول الانتصار، متسلحين بثبات وعزيمة ومساندة جماهيرية غير مسبوقة، ودعم رسمي ألقى بظلاله على الأداء والنتائج.
وتستعد فلسطين على المستويين الرسمي والشعبي لاستقبال الأبطال لتتغنى بهم وهم يرددون "جايين يا تراب الوطن جايين"، حيث رسموا الفرحة الضائعة على وجوه الجماهير وفرضوا أنفسهم بقوة في المحافل الدولية.

حققنا المطلوب

أهم المكاسب التي وضعها الفدائي في سجلاته بعد مشاركته في بطولة كأس التحدي الآسيوي، هو التأهل لأمم آسيا لأول مرة في تاريخ الكرة الفلسطينية، فضلاً عن بناء فريق قوي شرس يهابه الجميع، وتقدمه على لائحة تصنيف المنتخبات، وإنعاش خزينة اتحاد اللعبة بمكافأة مالية تسهم في إعداده بشكل أفضل، وما كنا لنحقق ذلك لولا أن اقتلعنا ثوب المشاركة الشرفية وارتدينا ثوب المنافسة الأكثر جمالاً.

كسبنا الرهان

كنا نراهن على العبور إلى استراليا وفعلا كسبنا الرهان، بفضل حنكة الجهاز الفني وعلى رأسه الكابتن جمال محمود وهمة الرجال وقوة الكتيبة الفلسطينية الفدائية المتألقة ودعاء الملايين، لكن علينا أن نطوي الصفحة سريعاً ونفكر فيما هو قادم حتى تبحر السفينة بكل ثقة نحو الأمام وكلنا ثقة في ذلك.

الطريق إلى اللقب

استهل منتخبا الوطني، مشواره بالفوز على قيرغستان بهدف قاتل حمل توقيع عبد الحميد أبو حبيب، قبل أن يحسم مواجهة ميانمار بهدفين نظيفين سجلهما عبد الحميد أبو حبيب واشرف نعمان، ويضمن صدارة المجموعة الأولى برصيد 7 نقاط بتعادل مع جزر المالديف.
ووصل للمباراة النهائية على حساب أفغانستان في مباراة مثيرة ابتسمت للفدائي بفضل هدفي القناص أشرف نعمان الذي وقع على صاروخية قاتلة منحت اللقب لفلسطين على حساب الفلبين في المباراة النهائية.

أهداف وشباك عذراء

علينا أن نفتخر بقوة دفاع المنتخب الوطني الذي وقف سداً منيعاً أمام هجمات المنافسين ورفض اختراق الحصون وقدم سيمفونية رائعة من الأداء القوي، ومن خلفه الحارس الدولي الذي دخل المئوية وحافظ على عذرية شباكه في المواجهات الخمس.
وعبر الحارس الأمين عن فرحته وقال إنه يشعر بالفخر بعد أن حافظ على عذرية شباكه، مشيداً بأداء لاعبي الفدائي الذين أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية، واصفاً الحدث بأنه الأهم في حياته.

ونمر عن محطات مهمة متمثلة في الأجنحة وخط الوسط، حيث لم يكتف الفدائي بلقب البطولة، بل امتد ليتوج مراد إسماعيل بلقب أفضل لاعب.
وحدث بفخر عن الهجوم الناري الذي دك شباك المنافسين ووضعهم تحت الضغط، إذ وقع عبد الحميد أبو حبيب على هدفين، وسجل أشرف نعمان رباعية وضعته على عرش هدافي البطولة.
ألا يستحق منا صاحب هذا الانجاز أن نرفع له القبعات ونسانده في كل المحافل ونصفق له بحرارة ؟!