الأيام - عنان شحادة

في كثير من الأحيان، قد يقود النجاح الى مستقبل غامض ان لم يحسن التعامل معه ومع الظروف المحيطة.

قبل انطلاق دوري المحترفين، وضع الجميع أيديهم على قلوبهم خوفا على مستقبل جبل المكبر عندما في ظل احاديث صحافية تفيد باحتمالية الانسحاب وعدم خوض غمار الدوري.
الظروف الصعبة التي احاطت بـ "نسور الجبل"، جعلت القائمين يضعون اوراقهم على طاولة الحوار بين أصحاب القرار والحريصين والغيورين، بعدها سارت الأمور باتجاه الاعتماد على أبناء النادي في ظل هدف يتمثل بالحفاظ على المقعد في المحترفين، وصولا الى بناء فريق مستقبلي.

بعد التوكل على الله تعاهد الجميع لقيادة الفريق مهما كانت الظروف بقيادة ابن البلد والنادي المدير الفني نائل اسعد، ومن ورائه كانوا في الموعد الاوفياء وأصحاب المسؤولية اللاعبون الذين لا يتعدى عددهم 15 لاعبا مع "دكة" البدلاء، ولا نقلل من الدور البطولي لإدارة النادي، وكانوا جميعا على قدر المسؤولية، فحلقوا عاليا في سماء فلسطين وتصدروا المحترفين.

امام ما سبق يجب ان يتم وضع النقاط على الحروف وفق المصلحة العامة وعدم الانجرار خلف المغريات على حساب الإنجاز وجعل الجميع يتحدث بفخر عن التجربة الناجحة.

لا اريد ان يقودني تفكيري نحو ما قد يمكن ان تلجأ اليه إدارة المكبر وهو التفكير بالتخلي عن الهدف الذي وضع قبل بداية الموسم وهو البقاء مع بناء فريق، والتوجه نحو السعي للقب الدوري والبحث عن المستقبل الغامض في جلب عدد من لاعبي التعزيز على حساب الوجوه الشابة التي اثبتت جدارتها ومن خلفهم أصحاب الخبرة من فضلوا البقاء.

لا يختلف اثنان على حقيقة ان المنافسة حق مشروع لكن ليس على حساب الهدف والخطة، وان سنحت الظروف بالموجود فلا مانع، وعلينا ان نأخذ التجربة الناجحة لفريق ليستر سيتي عندما قارع كبار الكرة الإنجليزية بأسماء النادي وفي النهاية تمكن من الظفر باللقب وينافس الان.

المطلوب من إدارة المكبر السير في نفس النهج وهذا لا يمنع من إمكانية التعزيز في مراكز يحتاجها الفريق، دون المبالغة والمغالاة وتجربة الموسم الماضي خير دليل، مع الوفاء لأصحاب السواعد التي اعادت الهيبة للمؤسسة.

في تصريحاته أكد الكابتن نائل اسعد، انه يبحث عن بناء فريق من أبناء النادي الذين فقدوا فرصتهم سابقا واليوم برهنوا على احقيتهم في ذلك، ولا مانع اذا توجنا باللقب بالأسماء الموجودة مع الحاجة للاعبين او ثلاثة.

السؤال موجه للمدرب نائل اسعد.. لو تغيرت النوايا واتجهت إدارة النادي وبحثت عن مجموعة من اللاعبين، هل هذا سيقودك لان تكون خارج قلعة النسور حفاظا على شخصيتك التي يعرفها الجميع؟ ان غدا لناظره قريب.