- فوز المغرب وإسبانيا والبرتغال باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030
- فدائي الصالات يستعد لتصفيات كأس آسيا
- الاتحاد الخليجي لكرة القدم : نبارك للأشقاء في المغرب على استضافة كاس العالم 2030
- فيديو: الشجاعية والهلال .. الاتجاه المعاكس في الدوري الممتاز
- الاتحاد الآسيوي: المكبر يخسر أمام النهضة العماني برباعية
- جدول مباريات الجولة 4 من دوري المحترفين
الراية القطرية - متابعة- صابر الغراوي:
عندما تختلطُ الأفراحُ بالأتراحِ، فأنت أمام موقف استثنائيّ.. وعندما تقف حائرًا بين خجل «طأطأة الرؤوس» وفخر ارتفاعها إلى عنان السماء، فأنت على موعد مع مشاعر مرتبكة.. وعندما تذرف دموع الفرح مع دموع الحزن في نفس اللحظة ومن نفس العين فأنت حتمًا في مونديال قطر 2022. ويبدو أن المونديال الذي نعيشه يصر دائمًا على أن يكون استثنائيًا في كل شيء سواء في تنظيمه غير المسبوق أو في مفاجآته المدوية أو حتى فيما يتعلق بتلك المشاعر الغريبة في قوتها وكثرتها وغرابتها في الوقت.
وما يلفت الأنظار في تلك المشاعر خلال هذه البطولة أنَّ هناك أكثرَ من موقف حدث لبعض المنتخبات اختلطت فيها مشاعر الحزن مع الفرح حرفيًا للدرجة التي تجعلنا كمتابعين لا نستطيع أن نفرق بين تلك الدموع الغزيرة، وهل هي دموع فرح أم دموع حزن، أم أنَّها اجتمعت في عين واحدة هي عين الحقيقة التي نعيشها حاليًا خلال المونديال المثير الذي كانت مفاجآته أكبر وأكثر من أن نستوعبها بسهولة خلال تلك الأيام وتحتاج لشهور مقبلة وربما لسنوات قبل أن نستفيق على حقيقة وجود 8 مفاجآت كاملة على أقل تقدير في مرحلة المجموعات فقط. وإذا كانت المفاجآت حضرت قبل ذلك في البطولات السابقة فإن الجديد في هذا المونديال، الذي التقطته عدسات الكاميرات في كل مكان، تلك المواقف التي تكررت مع أكثر من منتخب يخرج لاعبوه وجماهيره من أرض الملعب وهم في قمة الفرح والسعادة والنشوة والارتياح لما حققوه وفي نفس الوقت لديهم شعور بالغضب والحزن والألم بسبب ما لم يتحقق. والأمثلة على هذه المواقف الحائرة كثيرة في هذا المونديال نذكر منها ست مباريات رئيسية اختلطت فيها مشاعر سبعة منتخبات من تلك التي شاركت في هذه المباريات الست وهي منتخبات تونس والمكسيك وألمانيا والأوروجواي وغانا والكاميرون وجميعها ودعت المنافسات بالإضافة إلى منتخب بولندا الذي تأهل لدور ال16، وذلك بداية مما حدث في مباراة تونس وفرنسا، وثانيها سيناريو لقاء بولندا والأرجنتين وفي نفس التوقيت ما حدث في مواجهة المكسيك والسعودية، ثم ما فعله المنتخب الألماني مع كوستاريكا، وبعدها الدراما الكبيرة التي حدثت في موقعة الأوروجواي وغانا، وأخيرًا السيناريو الغريب لمباراة الكاميرون والبرازيل.
ولم يقتصر اختلاط مشاعر الفرح والحزن على المنتخبات وجماهيرها فقط بل ضمت بعض اللاعبين بشكل شخصي وعلى رأسهم بالطبع المهاجم الكاميروني أبو بكر الذي سجل وطرد وودع في لحظة واحدة.
فينسيت أبو بكر نال نصيبَه
نالَ الكاميرونيُّ فينسيت أبو بكر مهاجم الأسود غير المروَّضة نصيبَه من لعنة الشهد والدموع التي صاحبت عددًا كبيرًا من المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم قطر 2022 بعد الأحداث التي شهدتها الدقائق الأخيرة من لقاء منتخب بلاده مع المنتخب البرازيلي. وأصبح أبو بكر بطلًا لهذه الموقعة بعد أن أحرز هدف المباراة الوحيد ولكنه في الوقت نفسه تلقى صدمة البطاقة الحمراء التي يبدو أنه سعى إليها من أجل تخليد هذه اللحظة التاريخية بطريقته الخاصة، كما أنه اضطر لكتمِ مشاعره للتفاعل مع أخبار فوز سويسرا على صربيا وتأهلها على حساب الكَاميرون.
فرحة الرباعية أفسدتها الكتيبة اليابانية
الألمان في خبر كان رغم الفوز العريض
عندما نجحَ المنتخبُ الألمانيُّ في قلب الطاولة على منافسِه المكسيكي بالفوزِ بأربعةِ أهدافٍ مقابلَ هدفَين بعد أن كان متأخرًا بهدفين لهدف حتى الدقيقة 70، عمت فرحة الماكينات في أرجاء مدرجات ملعب استاد البيت باعتبار أن منتخب المانشافت بات على أبواب دور ال16. ولأنَّه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. ولأن لعنات العرب صاحبت المنتخب الألماني أينما حل وارتحل، كانت الصدمة التي لم يتوقعها أحد والمفاجأة التي جاءتهم من استاد خليفة الدولي والتي أكدت أن المنتخب الياباني صنع المعجزة وهزم المنتخب الإسباني وبالتالي سيرافقه إلى دور ال16 وسيطرد الألمان ويجبرهم على الرحيل فورًا إلى بلدانهم. هذه المفاجأة المدوية أفسدت على الجماهير الألمانية فرحتها الطاغية بالفوز بالأربعة على المنتخب الكوستاريكي.
بعد حسابات البطاقات الصفراء والأهداف
المكسيكي فعل كل شيء.. إلا التأهل
ما قدَّمه المنتخبُ المكسيكي طوال منافسات البطولة بشكل عام، وفي المباراة الأخيرة أمام السعودية بشكل خاص، يؤكدُ أنَّ هذا المنتخب كان يستحقُّ الذهاب إلى أبعد من دور المجموعات، ولكن ما حدث كان على عكس ما تمنَّى الجمهور المكسيكي الرائع. ودخلَ المنتخبُ المكسيكيُّ مباراته الأخيرة أمام السعودية بحسابات معقدة ونجح في تحقيق معظم أهدافِه في هذا اللقاء بعد الفوز على المنتخب السعودي وإقصاء أحد منافسيه المباشرين على أمل أن تخدمه النتيجة الأخرى في نفس المجموعة بين الأرجنتين وبولندا، ولكن هذا لم يحدث.
وتعرضت الجماهير المكسيكية لصدمة كبيرة خاصة في اللحظات الأخيرة وهي تتابع حظوظ منتخبها من خلال عدد الإنذارات ثم بعدد الأهداف، وفي الوقت الذي انتظرت فيه هدفًا ثالثًا يصعد بمنتخبها مباشرة جاء الهدف السعودي في الوقت الضائع ليقتل آخر أمل، وبالتالي كان الفرح بالفوز مختلطًا بأحزان الوداع.
فرحة في المُدرجات للخاسر.. وحزن في الملعب للفائز
«الشهد والدموع» بين الغاني والأوروجوياني
حَظيت الموقعةُ التي جمعت بين الأوروجواي وغانا في ختام منافسات المجموعة الثامنة باهتمامٍ إعلاميٍّ وجماهيريٍّ كبير قبل وأثناء إقامتها نظرًا للحالة العدائيَّة الكبيرة التي يكنها الجمهور الغاني للمنتخب الأوروجوياني بسبب الأحداث المثيرة التي شهدتها الموقعة الشهيرة التي جمعت بين المنتخبَين في مونديال 2010، حيث تسبب لويس سواريز في حرمان نجوم غانا من التأهل للدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخهم.
وزاد من صعوبة هذه المواجهة وإثارتها أنَّها جاءت في الجولة الأخيرة، وكان كل منتخب منهما يملك حظوظَ التأهل إلى دور ال16، فضلًا عن الإثارة التي حدثت على مدار ال90 دقيقة. هذه الإثارة بدأت بضربة جزاء احتسبت لغانا أعادت للأذهان ضربة الجزاء الضائعة من أسامواه جيان في 2010، وكان الدور على أندري أيو الذي أهدر هذه الضربة أيضًا، وبعدها انتفض المنتخب الأوروجوياني وارتبك المنتخب الغاني وأحرز رفاق سواريز هدفَين حسما اللقاء لصالح الكتيبة الزرقاء.
ورغمَ حالة الحزن التي انتابت الغانيين لتلك الخسارة، وهذا الوداع إلا أنَّ الجماهير احتفلت في المدرجات في نهاية الأمر نكاية في منتخب الأوروجواي بعد أن علموا أنَّ كوريا هزمت البرتغال، وأن هذا الفوز سيحرم الأوروجواي من التأهل. وفي المُقابل ورغم فرحة لاعبي الأوروجواي بكسر عناد غانا، والفوز بهدفين إلا أنهم بكوا كثيرًا بعد أن علموا بما فعله منتخب كوريا الجنوبية.
كان يخطط لاحتفالية تاريخية بالألفية
إخفاق المونديال يصدم الألمان!
بعد ما كان منتظرًا ومخططًا أن يحظى المنتخب الألماني لكرة القدم باحتفالية كبيرة وتاريخية بمباراته الدولية رقم 1000 من خلال كأس العالم 2022، جاء إخفاق الفريق في البطولة ليضع هذه الاحتفالية في مأزِق حقيقي.
وخاضَ المنتخب الألماني حتى الآن 997 مباراةً دولية، وكان من المتوقع أن تكون مباراتُه رقْم 1000 في الدور قبل النهائي للمونديال القطري، ولكن الفريق ودَّع البطولة مبكرًا من الدور الأول لتصبح المباراة المرجحة لهذه الاحتفالية هي إحدى المباريات الودية في منتصف 2023 ما قد يفقد الاحتفالية كثيرًا من بريقها. وفيما يعمل الاتحاد الألماني للعبة حاليًا على دراسة أسباب الإخفاق في مونديال 2022، يحتاج الاتحاد في نفس الوقت للتفكير في هذه الاحتفالية، التي لن تحدث في 14 ديسمبر الحالي على استاد «البيت» في الخور مثلما كان متوقعًا. ولم يتحدد حتى الآن موعد أو مكان أو الطرف الثاني للمباراة، التي سيحتفل فيها المنتخب الألماني بهذه الاحتفالية، ولكنه من المنتظر الآن أن تقام في يونيو 2023. ويخوض المنتخب الألماني في مارس المقبل أول مباراتين استعدادًا لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024)، التي تستضيفها ألمانيا.
وسترفعُ المباراتان بهذا رصيد المنتخب الألماني إلى 999 مباراة دولية؛ علمًا بأن المباريات ال997 التي خاضها الفريق حتى الآن شهدت 576 انتصارًا و207 تعادلات، و213 هزيمة.
وبعد هذا الاجتماع، سيحددُ الاتحاد الألماني أيضًا أماكن هذه المباريات العشر، والطرف الثاني لهذه المباريات.
حقق المطلوب و انصدم من سيناريو الجنوب
التونسي.. فرحة و غصة !
المشهدُ الأوَّل الذي تابعنا فيه قمة المشاعر المتناقضة حدث في مباراة تونس مع فرنسا والتي تمكن فيها المنتخب التونسي من تفجير مفاجأة من العيار الثقيل عندما قهر الديوك وتفوق على بطل العالم في منافسات الجولة الثالثة بالمجموعة الرابعة.
ورغم الفرحة العارمة بهذا الفوز الذي تحقق في ملعب المدينة التعليمية، إلا أن الرياح التي وردت من استاد الجنوب جاءت بما لا تشتهي السفن التونسية حيث تلقى الجميع الخبر المفاجئ بفوز المنتخب الأسترالي على المنتخب الدنماركي بهدف نظيف. وكان نسور قرطاج يمنون النفس بتعادل الدنمارك مع أستراليا، ولكن ما حدث كان على عكس التوقعات تمامًا، فخسر المنتخب الدنماركي هذه المواجهة وساعد الكنجارو على التأهل، وبالتالي على قدر فرح اللاعبين بالتاريخ الذي صنعوه بالفوز على بطل العالم، على قدر حزنهم الشديد على وداع البطولة من الدور الأول، ولكنهم في النهاية خرجوا برؤوس مرفوعة وأسعدوا جماهيرهم الغفيرة. هذه الجماهير احتفلت في الثواني الأخيرة من لقاء تونس مع فرنسا بعد قرار الفار بإلغاء هدف أنطوان جريزمان رغم أنها كانت تعلم وقتها أن أستراليا هزمت الدنمارك وأن النسور سيودعون البطولة مهما كانت النتيجة، ولكنهم فرحوا للفوز على الديوك، كما لم يفرحوا من قبل.
البولندي.. خسارة وتأهل
دخلَ المنتخبُ البولنديُّ مباراته الأخيرة أمام المنتخب الأرجنتيني وأمامه أكثر من خيار، إمَّا الفوز أو التعادل لضمان التأهل المباشر بدون أي حسابات معقدة، ولكنه في النهاية سقطَ في المحظور، ونال الخسارة الأولى في هذه المجموعة الصعبة.
هذه الخسارة التي تعرضَ لها رفاق ليفاندوفيسكي أجبرتهم على تحول دفة اهتماماتهم من استاد 974 إلى استاد لوسيل الذي احتضن موقعة المكسيك والسعودية على أمل أن تأتيهم هدية عبر الرياح القادمة من شمال الدوحة والتي تمرُّ على الكورنيش وكان لهم ما تمنوا بالفعل.
فالفوز المكسيكي على السعودية بفارق هدف كان أحد الأبواب الضيقة التي تسمح بمرور المنتخب البولندي إلى دور ال16، وبالتالي احتفلت جماهيرهم بتأهلهم في أرض الملعب رغم أنهم خسروا أمام الأرجنتين.
احتفالات في شوارع الكاميرون!
رغمَ الطموحاتِ الكبيرة التي كان يحملها المنتخبُ الكاميروني ورغم وعود صامويل إيتو رئيس الاتحاد بأن الأسود غير المروضة ستصل إلى نهائي مونديال قطر 2022، إلا أن الفريق اضطر إلى وداع البطولة من الدور الأول.
ورغمَ هذا الوداعِ الذي جاء مغايرًا لكل الأمنيات إلا أنَّ هذا لم يمنع الجماهير واللاعبين أيضًا من الاحتفال، والسبب في ذلك هو أن الخروج صاحبه حدث استثنائي، وهو الفوز على منتخب البرازيل قبل هذا الخروج. وبطبيعة الحال كان المنتخب الكاميروني يمنِّي النفس بتعادل في مباراة سويسرا مع صربيا يهدي الأسود بطاقة التأهل ولكن الأخبار الواردة وقتها من ملعب 974 أكدت أن سويسرا هزمت صربيا وصاحبت البرازيل إلى دور ال16.
وعلى حد وصف الصحف الكاميرونية التي احتفلت بهذا الفوز أن التأهل لدور ال16 قد يحدث أحيانًا، ولكن التفوق على البرازيل قد لا يحدث أبدًا، لذلك أكدت أنه من حق اللاعبين أن يحتفلوا ويسعدوا بهذه النتيجة التاريخية والاستثنائية والتي جعلت الكاميرون أول منتخب إفريقي يهزم البرازيل في كأس العالم.