د. سلطان عدوان
اتفق العلماء أن الإعلام هو نشاط اتصالي يعمل على تزويد الجماهير بالأخبار والأفكار والمعلومات عن القضايا والمشكلات باستخدام وسائل متعددة تهدف إلى التأثير على الرأي العام وتعديل السلوك وتوعية المجتمع.
وقد تطورت وسائل الإعلام على مدار التاريخ نتيجة العديد من العوامل أبرزها الحاجة إلى وجود البدائل، والثورة التكنولوجية التي مهدت الطريق أمام ظهور وسائل جديدة، وبالتالي أصبحت مكونات عملية الاتصال أكثر فاعلية، وأصبح المجال مفتوحاً لإنتاج محتوى متميز بأساليب وطرق جديدة تلبي احتياجات الجماهير التي تحولت من السلبية إلى الإيجابية.
وظهرت الوسائل القديمة والمقروءة وصولاً الى المسموعة والمرئية التقليدية، ثم تحولت مع مرور الزمن إلى الرقمية التي تعتمد على الانترنت والتكنولوجيا.
وشهد التطور تحولاً ملموساً ومؤثراً تخطى حدود الزمان والمكان وحقق التبادل الفوري والتفاعل المستمر، ونوجز هنا مراحل التطور:
العصور القديمة: كانت وسيلة الاتصال الأساسية هي الرسائل المكتوبة التي تعتمد على الطيور والرسل لنقلها لمسافات طويلة، إلى جانب الطبول والنيران والنقش على الأحجار وغيرها لتحقيق التواصل.
القرن التاسع عشر: شهد ظهور البرقية والبريد السريع والطباعة والصحف المطبوعة، مما جلب تغطية أوسع للأخبار والمعلومات.
القرن العشرين: شهد القرن العشرين ظهور الوسائل المسموعة والمرئية وأجهزة الهاتف، مما أتاح للاتصال أن يكون مباشراً وسريعاً ومتوفراً للغالبية.
القرن الحادي والعشرين: شهد ظهور الوسائل الرقمية وشبكة الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول، مما ساهم في التأثير على الناس ومنحهم فرص التواصل الفوري ونقل المعلومات بشكل سريع.
أنواع وتقسيمات الإعلام:
يمكن تقسيم وسائل الإعلام وفقًا لمعايير مختلفة تعتمد على طبيعة الوسيلة المستخدمة وطريقة التفاعل مع الجمهور والمحتوى الذي يتم نقله، وهنا يتناول الكاتب أبرزها فيما يلي:
أولاً: حسب الوسيلة المستخدمة:
وسائل الإعلام التقليدية: وهي الوسائل التي تعتمد على تقنيات قديمة مثل المحاضرات والندوات والصحف والمجلات والنشرات والدوريات.
وكذلك الراديو الذي يقدم الأخبار والبرامج الحوارية والموسيقى، بالإضافة إلى التلفزيون الذي يعتمد على البث المرئي والصوتي، ويشمل القنوات الإخبارية والترفيهية والرياضية والثقافية.
وسائل الإعلام الرقمية: وهي وسائل الإعلام الرقمية التفاعلية التي تعتمد على التقنيات الحديثة، وتتيح التفاعل المباشر مع الجمهور مثل المواقع الالكترونية والمدونات والصحف والمجلات والنشرات الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي الرقمية والبودكاست.
ثانياً: حسب تقنية البث:
الاعلام المطبوع الذي يعتمد على الطباعة كوسيلة لنقل المعلومات مثل الصحف والمجلات والنشرات والبروشورات والملصقات والكتب.
الاعلام السمعي: الذي يعتمد على الصوت لنقل المحتوى مثل الراديو والبودكاست.
الاعلام المرئي: الذي يعتمد على الصوت والصورة مثل السينما والتلفزيون والفيديوهات.
الاعلام الرقمي: الذي يعتمد على الإنترنت والتكنولوجيا لنقل المعلومات والرسائل المختلفة، ويشمل المجموعات البريدية والصحف الالكترونية والمدونات والمنصات الرقمية.
ثالثاً: حسب نوع المحتوى
الاعلام الاخباري: الاعلام الذي يركز على نقل الأحداث المهمة من خلال طابع إخباري يتمثل في النشرات الإخبارية التي تبث عبر جميع الوسائل المذكورة سابقاً.
الاعلام الترفيهي: يشمل تقديم البرامج التلفزيونية والاذاعية والرقمية الحوارية الشيقة والترفيهية والمسلية والثقافية التي تستهدف تسلية وتثقيف الجمهور عبر محتويات مختلفة وجذابة.
الاعلام المتخصص: الذي يقدم مادة إعلامية متخصصة تتعلق بالسياسة والرياضة والاقتصاد والدراما وغيرها، ويخاطب جماهير معينة لها اهتمامات بالمضمون الذي يلبي احتياجاتها.
رابعاً: معايير أخرى
يمكن تقسيمه وفق معايير أخرى حسب نوع الرسالة كالإعلام الرسمي وغير الرسمي، وحسب محتوى الوصول والانتشار كالمحلي والاقليمي والعالمي، وكذلك حسب الإطار الزمني كالإعلام الفوري والإعلام المؤجل، وحسب درجة التفاعل ونوع الرسالة ومستوى التأثير.