كتب دكتور سلطان عدوان:

لم يعد المحتوى الرقمي مجرد وسيلة للتواصل في عالمنا المعاصر، بل تحول إلى قوة دافعة ومؤثرة وفاعلة، ومفتاح رئيسي للنجاح في كافة المجالات.

وبحسب الخبراء، يُعرَّف المحتوى الرقمي على أنه المعلومات والمواد التي يتم إنتاجها وتوزيعها عبر المنصات الإلكترونية والرقمية، مع القدرة على التعديل والتحديث المستمر.

وتتعدد أشكال المحتوى الرقمي لتلبية مختلف الاحتياجات، فنجد المحتوى النصي الذي يشمل المقالات والكتب الإلكترونية، يليه المحتوى البصري المتجلي في الصور والرسوم البيانية والعروض التقديمية، والذي يتميز بقدرته على تبسيط المعلومات المعقدة وجذب انتباه القارئ بفعالية.

إلى جانب ذلك، يتربع محتوى الفيديو على العرش حالياً، شاملاً الفيديوهات والبث المباشر والمقاطع القصيرة، ويتميز بقدرته العالية على تحقيق التفاعل مع المشاهدين.

كما أن هناك المحتوى السمعي المتمثل في البودكاست والتسجيلات، بالإضافة إلى المحتوى التفاعلي مثل الاستبيانات والاختبارات واستطلاعات الرأي التي تزيد بشكل كبير من حجم المشاركة والاهتمام لدى الجمهور.

إن نجاح المحتوى الرقمي وتأثيره يتطلب توافر عدد من الشروط الأساسية، على رأسها القيمة الحقيقية للمضمون وملائمته لاهتمامات الجمهور المستهدف ومستوى إدراكه وسماته الثقافية.

ويجب أن يتمتع المحتوى بأعلى مستويات الجودة والاحترافية في الإنتاج والتصميم والكتابة، مع الالتزام بضرورة التنوع والابتكار والجاذبية والتشويق مع البساطة والوضوح، إضافة إلى الصدق والموثوقية لبناء الثقة.

ولضمان التوزيع والانتشار الأوسع، يصبح من الضروري تحسين المحتوى عبر محركات البحث باستخدام الكلمات المفتاحية المناسبة، إلى جانب توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لضمان وصوله إلى أكبر عدد ممكن من الجماهير المستهدفة.

وعلى منتج المحتوى تحفيز الجماهير على التعليق والمشاركة أو اتخاذ إجراء معين، مما يعزز قوة المحتوى وتأثيره بشكل كبير.

في النهاية، يظل من أبرز مفاتيح النجاح والتأثير هو بناء العلامة التجارية والمصداقية، لكسب ثقة الجماهير من خلال التأثير على الرأي العام، تغيير السلوك، تشكيل الوعي، وحشد الدعم، وفقاً لما يحمله المضمون أياً كان نوعه.

والخلاصة أن المحتوى الرقمي الناجح هو استثمار مهم وحيوي لتحقيق الأهداف عبر استراتيجيات قوية تضمن الظهور، الاستدامة، والتأثير الذي يفتح أبواب النجاح.