كتب - محمد سليمان : 

لطالما وددت أن أطرح هذا التساؤل مراراً وتكراراً ولكني دائما ما كنت حريص على التحدث عن مزايا الكرة الغزية ، جمالها وشدة التنافس بين الأندية فيها والبسمة التي ترسمها على وجوه الجميع رياضيين ومشجعين وأبتعد كل البعد عن أي موضوع مثار قد يهبط من عزيمتنا أو يكشف وجهاً آخر قبيح للمستطيل الأخضر ..

لكننا اليوم أمام ظاهرة هي الأغرب والأقبح على الإطلاق وللأسف تتمتع بالحصرية داخل الملاعب الغزية فقط ..

فلا يمكنك تمييز الشخصيات داخل المستطيل الأخضر خلال أي لقاء يقام في مسابقات الدوري ، أجهزة فنية أم شخصيات إعتبارية أم أشخاص آخرون ليس لديهم أي صفة رسمية .

إنّ ما شاهدناه الأمس من أحداث مؤسفة خلال مباراة الطواحين والزعيم الرفحي على ملعب المدينة بخانيونس لهو خير دليل على تخبط المنظومة الرياضية .

بالفعل انه لمن المؤسف والمخجل ما رأيناه اليوم من مدنيين داخل أرضية الملعب أثناء المباراة وما تعرض له نادي شباب رفح لاعبين وجهاز جراء ذلك من اهانة وضرب وما حدث من فوضى ليست من شيم ملاعبنا الغزية ، ولا استبعد أن يخرج الاتحاد ببيان يشكر فيه مراقب المباراة  ويثمن جهوده الكبيرة في مراقبة هذا اللقاء ..

نحن أمام ظاهرة يمكن أن تؤدي لتدمير الرياضة هنا في غزة  التي باتت متنفساً لنا جميعا في ظل ما نعانيه من ألم وحروب وحصار وتشريد ويمكن أن تقتل ما تبقى لنا من أحلام لرؤية كرتنا الغزية يوماً ما ضمن خانة المحترفين ..

فهل يكون لإتحاد الكرة موقف حاسم ويصدر قرارات لمحاسبة كل شخص تسبب في خلق هذه الفوضى وهذا العمل المشين والوقوف عند مسسؤولياته بانهاء هذه الحالة الغريبة والظاهرة العجيبة التي حولت ملاعبنا لمنتزهات عامة ، أم سيبقى الوضع كما هو عليه وتمر الأزمة مرور الكرام كسابقاتها ...