فوتبول : محمد سليمان

يعتبر اللعب النظيف جزءاً جوهرياً من كرة القدم فهو يتمثل  في إستخدام الحس العام واحترام اللاعبين و الزملاء والحكام والخصوم والجماهير والإلتزام بالقوانين والاداب العامة التي تحكم الرياضة وسلوكياتها

وللأسف وعلى وجه الخصوص في دوري جوال الممتاز تلجأ بعض الاندية للكثير من المغالاة في الخروج عن قواعد السلوك العام واحترام القوانين والسعي للخروج بنتائج ايجابية بممارسة سلوكيات لا تليق باللعبة الشعبية الاكثر على الاطلاق ...

قد شاءت الأقدار أن اكون حاضراً اليوم على الملعب البلدي في مدينة رفح عندما حل خدمات خانيونس ضيفا ًعلى نادي خدمات رفح في قمة بين الجارين تمنينا جميعاً أن تكون الاثارة عنواناً ل 90 دقيقة زحف الآلاف من الجماهير لمشاهدتها ..

بدأت المباراة بشكل جيد ولكن سرعان ما بدأت الغرابة من لاعبي خدمات خانيونس بالوقوع أرضا رغم التعادل السلبي الذي كان قائما في حينها ..

في البداية أعتقدت أن بعض اللاعبين يعانون من التعب البدني ولكن مرة تلو الأخرى تبادل فيها  جميع اللاعبين الأدوار بالوقوع أرضا  كلما ازداد الضغط من المنافس مما استدعى مدرب حراس الخدمات الرفحي للحديث مع الحكم الرابع حول هذه الأحداث المتتالية رافعاً نبرة  صوته في محاولة لإيصال رسالة للمدير الفني لخدمات خانيونس رأفت خليفة بأن لاعبيه خرجوا عن قواعد اللعب النظيف ولكن لم يتغير الحال كثيرا حتى تمكن لاعبو الخدمات من احراز الهدف الاول بأقدام "ابراهيم الحبيبي" فوجدنا خدمات خان يونس مختلفاً 180 درجة وانتهت حالات الوقوع أرضا وهذا إن دل فإنما يدل على أن ما قبل ذلك من وقوع كان خارج إطار قواعد اللعب النظيف، وأن لاعبي خدمات خانيونس تعمدوا الوقوع أرضا للتخفيف من الضغط وإهدار مزيدا من الوقت فاستحقوا ان نتحدث عنهم وعن تلك الافعال المشينة التي تسيء لكرة القدم بشكل عام قبل ان تسيء للرياضة في غزة ...

استمر لاعبو خدمات خانيونس في المحاولة وبذل مزيداً من المجهود البدني حتى تمكنوا من احراز هدف التعادل في الدقيقة 40 بعد 5 دقائق فقط من احراز خدمات رفح هدفها في الدقيقة 35 فعادت (ريما لعادتها القديمة ) واستكمل نادي خدمات خانيونس ما بدأه من جلوس على العشب الأخضر حتى اطلق الحكم صفارته معلنا نهاية الشوط الاول ..

ومع بداية الشوط الثاني لم تختلف الأحوال كثيرا فكان الارتماء على الارضية المعشبة  والخروج عن قواعد اللعب النظيف سمة المباراة وعاد لاعبي خدمات خانيونس من جديد لتبادل الادوار في الوقوع ارضا واهدار مزيدا من الوقت في استفزاز واضح وعدم إحترام لأي من لاعبي الخصم او الجماهير او حتى حكام المباراة الذين حلوا ضيوفاً من الجهة  الأخرى للوطن  فاضطر حكم الساعة لإعلان 8 دقائق وقت ضائع أكثر من نصفها انقضى  بين حارس مرمى على الارض ولاعب يصرخ من الاصابة في مشهد تمثيلي هو الأقبح على الاطلاق فيضطر الحكم لزيادة الوقت ب 4 دقائق أخرى ليعلن معها نهاية مباراة شهدت أكبر نسبة وقوع على الارض في تاريخ الكرة الفلسطينية ويأتي هنا السؤال هل ستؤول كرتنا الغزية من سيء الى اسوأ بعد أن باتت تغزوها كل يوم ظاهرة جديدة قد تجهز على متعتها وهل سيكون للمدربين والإدارات دوراً في حث اللاعبين على اللعب النظيف أم كانت هي مجرد تعليمات إدارية وفنية ؟؟

فوتبول بعدسة محمد سليمان رصدت بعض الحالات الثمثيلية المثيرة للجدل واليكم الصور