فوتبول - أحمـــــــد ســــــــــلامة

بزغ نجمه مبكراً مع فريق غزة الرياضي.. وتدرج بين صفوفه المختلفة وصولاً للفريق الأول، فلعب معه موسم 2011م قبل أن تبدأ خلافاته مع المدرب وإدارة النادي دون إيجاد حلول، لينتهي به المطاف إلى ترك الساحرة المستديرة ثلاث سنوات متواصلة وهو لا زال في بداية العشرينات.. سنوات ثلاث أقل ما يُقال عنها بأنها عجاف.. أبعدته عن كل ما يتعلق بكرة القدم حتى انطلاق الموسم الجديد الذي كان بوابته للحياة الرياضية من جديد بانضمامه لفريق خدمات الشاطئ كلاعب حُر، ليبدأ صفحةً جديدةً رسم حروفها بريشة الإبداع في ظهوره الأول مع الفريق..

"فوتبول" وفي الحلقة الثانية من "دردشات رياضية" التقت الوافد الجديد لفريق خدمات الشاطئ "إسماعيل أبو شرف" عبر الحوار التالي:

"فوتبول" كيف جاءت فكرة عودتك للملاعب بعد غياب ثلاث سنوات متتالية؟؟

"أبو شرف": الفكرة بحد ذاتها لم تكن تُراودني على الإطلاق بعد الظروف الصعبة التي عانيتها في غزة الرياضي، ولكن تشجيع الأهل والأصدقاء لي بالعودة، والإلحاح الشديد قرّرت العودة من بوابة نادي خدمات الشاطئ العريق الذين كانوا حضناً دافئاً لي منذ أول يوم وطئت قدماي النادي، وشعرت بأني ابناً للنادي قياساً بحفاوة الاستقبال والترحيب من إدارة ولاعبي وجماهير النادي، فأخذت انطباعاً جيداً بأن هذه الأجواء ستعيد اكتشافي من جديد..

"فوتبول" ألم تخشى الانضمام لنادٍ كبير وجماهيري كالبحرية؟؟

"أبو شرف": في البداية راودني بعض الشعور بالخوف، إلا أن قناعة الجهاز التدريبي بإمكاناتي وتطويرها بدنياً وفنياً خلال فترة الإعداد مروراً بالجولات الخمس الأولى من الدوري بدأت تزيل هذا الخوف تدريجياً، ورغم عدم مشاركتي في الأسابيع الخمسة الأولى، إلا أنني كنت على يقين بأنني أقدم أوراق اعتمادي للجهاز والإدارة والجماهير، وسأتمسك بالفرصة جيداً في أول ظهور، وهو ما حدث واقعاً في أول مشاركة رسمية لي مع الفريق أمام شباب خان يونس في عقر داره وبين جماهيره، والحمد لله أن وفقني الله في الظهور بشكل إيجابي، وصناعة هدف التعديل في المباراة، والذي أعطاني ثقة كبيرة كي أظهر بشكل أفضل في المراحل التالية.

"فونبول": الظهور الأول للاعب غائب عن المشاركات طويلاً يعتبر سلاح ذو حدّين، إما أن يظهر بشكل إيجابي أو سلبي، فكيف تجاوزت هذه المرحلة ؟؟

"أبو شرف": الحق يُقال أني بمجرد سماع اسمي في التشكيل الأساسي لمباراة شباب خان يونس الصعبة شعرت بالارتباك أثناء عملية الإحماء، لاعتبارات أننا نلعب أمام فريق كبير، وعلى أرضه وبين جماهيره، وكونها أول ظهور لي بصفة أساسية، وهو أمر طبيعي يتعرض له أي لاعب في ظروفي، إلا أن الدعم النفسي الذي تلقيته من المدير الفني "ربحي سمور"، والمدرب العام "وائل حجاج" ومن خلفهم لاعبي الفريق وخاصة "زياد التلمس" كان كافياً لأن ألعب بثقة ودون خوف، والحمد لله أنني أقنعت الجميع ولو بشكل مبدأي في مباراتي الأولى، والتي كانت انطلاقة حقيقية لأن أرتقي بمستواي البدني والفني من مباراة لأخرى، حتى أصبحت لاعباً أساسياً في الفريق..

"فوتبول": ماذا قدّم لك البحرية لتعود بسرعة الصاروخ إلى النجومية ؟؟

"أبو شرف": لا شك أن ما قدمته إدارة النادي، ومن خلفها الجهاز التدريبي والجماهير كبير جداً، فمنذ وصولي إلى النادي، وبمجرد معرفة الجهاز التدريبي بظروفي السابقة حددوا لي برنامجاً مكثفاً لاستعادة لياقتي البدنية والذهنية التي استمرت شهرين كاملين، عدت بعدها تدريجياً لمستواي من خلال المشاركة في المباريات، إلا أنني لا زلت أملك الكثير لأقدمه مع الفريق في مرحلة الإياب، وسأسعى إلى الارتقاء بحالتي البدنية أكثر قبيل انطلاق مرحلة الإياب كي أكون جاهزاً تماماً أمام الجهاز التدريبي، كما لا أنسى وقوف الجماهير الكبيرة بجانبي وتشجيعها الدائم لي أثناء المباريات وحتى التدريبات، وبالتأكيد دور مجلس الإدارة يأتي في المقام الأول، فهم لم يبخلوا بأي شيء على جميع اللاعبين، ويتعاملون مع الجميع بانضباط كبير ساهم كثيراً في خلق نوع من الوعي والثقافة واحترام الفانيلة الزرقاء ككيان يجب المحافظة عليه..

"فوتبول": أنت اليوم لاعباً حراً، وظهورك المميز قد يجعلك مطمعاً لأندية أخرى فهل ستُوقع للبحرية موسماً آخر؟!

"أبو شرف": أنا مدين للبحرية بإعادة اكتشافي وتقديمي للساحة الرياضية من جديد، ولولا هذا النادي لما كنت اليوم لاعباً، ناهيك عن المعاملة المميزة التي أتلقاها من الجميع في النادي، وهذا يدفعني إلى الدفاع عن ألوان النادي ليس لموسمٍ آخر، بل مدى الحياة ما دمت أتلقى هذه المعاملة من النادي، ولكن في حال تغيرت هذه المعاملة لأي سبب غير مقنع دون الوصول لحلول إيجابية فبالتأكيد سيكون باب الرحيل مفتوحٌ أمامي لخوض تجربة أخرى، وإن كنت لا أتمنى أن نصل لمثل هذه المرحلة.