محمد الشيخ خليل "الفراشة" في ضيافة "فوتبول"
التحكيم الفلسطيني بخير.. والطريق مُشرع للحرازين والقصاص للتوهج..

السبت 2014-04-19 00:37:56 تعليقات: 0
التحكيم الفلسطيني بخير والطريق مشرع للحرازين والقصاص للتوهج

فوتبول-أحمــد ســــلامة:

لم تكن رايته يوماً استسلاماً.. بل عدالةً وإنصافاً.. ولم يكن وصوله لسلم المجد وليد صدفة.. بل ثمرة جهدٍ وعرق.. أضناه التعب كثيراً ليحقق هدفه المنشود.. وينثر بريقه أينما حلّت رايته.. اكتسب محبة الجميع لدماثة خلقه وتواضعه الجم.. ليكون حديث الجماهير في كل مباراة هو طرفاً فيها..

وإذا كان نجوم الكرة يخطفون الأضواء بنجوميتهم ومهارتهم.. فنجوميته لا تقل بالمطلق، كون وجوده يعتبر جزءً رئيسياً من هذه المنظومة..

"محمد الشيخ خليل" الحكم الدولي المساعد.."فراشة" التحكيم الفلسطيني الذي غادر المشهد التحكيمي فجأة.. ودون سابق إنذار تاركاً خلفه تاريخاً ناصعاً، ربما لن يتكرر.. ولأنه لا زال قادر على العطاء، فقد اصطحب قراره جدلاً واسعاً في الشارع الرياضي لأنه يعد الأكثر تميزاً على مستوى الوطن..

"فوتبول" حاورت الشيخ خليل ليتحدث عن مبررات ابتعاده عن التحكيم، ورؤيته لواقع التحكيم الفلسطيني الذي يشهد تقدماً ملحوظاً، دون أن تغفل سؤاله عن مستقبله بعد ترك المستطيل الأخضر هذا العام..

بداية مبكرة..

يقول الشيخ خليل أن بدايته في التحكيم كانت بحصوله على دورة مبتدئة عام 1992م على يد شيخ الحكام "محمد نصر" الذي تتلمذ على يديه معظم الحكام في قطاع غزة، وهي الدورة التي أهلته تماماً كي يكون حكماً رسمياً، وفتحت أمامه الطريق لتطوير نفسه وقدراته لتحقيق طموحه بالحصول على الشارة الدولية، مشيراً إلى أن المرحوم "فائق الحناوي" والأستاذ "شحدة أبو تايه" ساهما بشكل كبير في صقل موهبته والأخذ بيده ليضع قدمه على أول الطريق، وأُسند له أول مباراة ودية في 5/2/1994م بين الشجاعية والزوايدة، ليفتح الطريق أمام التألق للظهور في أول مباراة رسمية بين خدمات الشاطئ وأهلي بيت حانون في 24/7/1994م.

وأضاف: "متابعتي المستمرة لكل ما هو جديد ومتطور في كل ما يتعلق في كرة القدم وقوانينها، ومتابعتي للبرامج الرياضية المختلفة المتعلقة بالتحكيم تحديداً ساهمت كثيراً في صقل موهبتي وتدوين اسمي بين كبار الحكام في فلسطين خلال فترة قصيرة جداً، حتى حصلت على الشارة الدولية بعد خمس سنوات فقط من مشواري، وتحديداً في العام 1999م"

مشوار حافل..

يرى الشيخ خليل أن مشواره في التحكيم كان حافلاً بوجوده بصفة أساسية في معظم المباريات المحلية الأكثر جماهيرية، والديربيات الأكثر سخونة، والتي أكسبته ثقة كبيرة خلال قيادته لكافة المباريات التي خاضها تباعاً، مشيراً إلى أن وجوده ضمن طاقم التحكيم للمباراة الدولية الأولى في لقاء المنتخب الليبي والبحريني ضمن الدورة العربية التاسعة في الأردن 1999م كان نقلة نوعية في حياته الرياضية بعد الإشادة الكبيرة التي تلقاها من العميد "فاروق بوظو" رئيس لجنة الحكام الدولية والآسيوية آنذاك والذي قال حينها "ستشهد الدورة العربية وجود الحكم الفلسطيني بشكل مميز ولافت" في إشارة واضحة منه للأداء الرائع الذي ظهرنا به هناك برفقة الزميل "إبراهيم أبو العيش" حكم الساحة الدولي، لافتاً إلى أن هذه الإشادة دفعته للتميز أكثر حتى خاض أكثر من 40 مباراة دولية كحكم مساعد دولي.

التحكيم الفلسطيني بخير..

أشاد الشيخ خليل بالتحكيم الفلسطيني الذي أصبح متميزاً جداً مقارنة بالتحكيم في الدول العربية المجاورة، مشيراً إلى أن الحكم الفلسطيني استطاع أن يفرض نفسه على الساحة العربية والدولية بقوة من خلال المشاركات الخارجية للعديد من الحكام في مختلف المسابقات، مؤكداً أن المتابع لأداء الحكام في المباريات الكبيرة في أوروبا والأخطاء التي يقع فيها الحكام مقارنة بالأخطاء البسيطة التي يقع فيها حكامنا يدرك تماماً أن التحكيم الفلسطيني بألف خير، رغم فارق الإمكانات الكبير بين الاثنان..

وأكد الشيخ خليل أن الجماهير الفلسطينية بدأت أكثر ثقافة ووعياً بقوانين القدم وقوانين التحكيم الحديثة من خلال المتابعة المستمرة عبر البرامج التلفزيونية، مما سهل المهمة أمام الحكام لقيادة المباريات بسهولة، وخلق نوع من التناغم بين المنظومة بأكملها، بدليل أن حجم الاعتراضات على قرارات الحكام في الدوري الفلسطيني تتضاءل بالتدريج.

وشدد الشيخ خليل على أن فلسطين زاخرة بالحكام المميزين، وتحديداً قطاع غزة البقعة الصغيرة التي تحاول فرض نفسها بقوة على الساحة الرياضية في ظروف استثنائية يصعب العمل فيها، مشيراً إلى أن هناك أسماء كبيرة فرضت نفسها بقوة على الساحة الرياضية كـ الحكم الدولي المساعد "حسام الحرازين"، وحكم الساحة الشاب "سامح القصاص" واللذان يعدان مستقبل التحكيم الفلسطيني في السنوات القليلة المقبلة.

القرار والوقت مناسب..

يقول الشيخ خليل الذي أمضى 22 عاماً داخل المستطيل الأخضر أن قرار ابتعاده واعتزاله التحكيم جاء في الزمان والمكان المناسبين تماماً، فبعد أن حققت كل ما أصبو إليه خلال مشواري التحكيمي محلياً ودولياً، فإن استمراري في التحكيم لن يُحقق لي شيئاً جديداً، وسيكون مكرراً وأقل من الطموح، إضافة لرغبتي في أن تكون الساحة مواتية لظهور جيل من الشباب القادرين على استثمار الفرصة وتحقيق نجاحات أكبر من تلك التي حققتها خلال مشواري التحكيمي..

وتابع الشيخ خليل: "لم يكن قرار اعتزالي بسبب ضغوطات تعرضت لها كما يعتقد البعض، بل بالعكس.. الجميع حاول أن يُثنيني عن هذا القرار، ولكني فضّلت إنهاء مشواري الذي جاء متوجاً بحصولي على لقب أفضل حكم مساعد هذا الموسم حسب استفتاء "أيام الملاعب".

ما بعد الاعتزال..

يقول الشيخ خليل أن انتهاء مسيرته داخل المستطيل الأخضر، سيفتح أمامه الطريق في مشوار آخر وجديد لا يقل بالمطلق عن المشوار التحكيمي، مشيراً إلى أنه مثلما كان جندياً وعاملاً تحت مظلة لجنة الحكام في اتحاد الكرة، ومثلما كان سفيراً للتحكيم الفلسطيني في المحافل الخارجية، فإنه سيكرس جهده وخبرته الطويلة في العمل سواء كان في لجنة الحكام، أو في لجنة التطوير..

وأضاف: "لن أكتفي بهذا العمل قط.. بل سأمضي في موهبتي الصحفية لكتابة العديد من التقارير والمقالات التي تهم الشارع الرياضي، وتثري ذائقته من خلال بعض وسائل الإعلام التي أبدت موافقتها".

محطات في حياة الشيخ خليل..

-محمد الشيخ خليل من مواليد حي الشجاعية 12/1/1969م.

-متزوج وأب لثمانية أبناء.

-حاصل على درجة البكالوريوس في التربية الرياضية.

-أصغر مرشح دولي لمدة ثلاث سنوات متتالية.

-حكم دولي من 1999-2005م.

-أول مباراة محلية رسمية 24/7/1994 بين الشاطئ وأهلي بيت حانون.

-آخر مباراة محلية رسمية 29/3/2014 بين اتحاد خان يونس وشباب جباليا.

-أول مباراة دولية رسمية 17/8/1999 بين منتخبي ليبيا والبحرين.

-آخر مباراة دولية رسمية 26/10/2004 بين فريقي الإسماعيلي وتشرين السوري.

 

 

 

داخل الخبر تحت التفاصيل
صور الخبر