تعب المشوار
على وين البحر مودينا ؟!!

الجمعة 2017-12-08 17:12:14 تعليقات: 0
على وين البحر مودينا

فوتبول - أحمد سلامة

معظم الحدائق في العالم إن لم تكن مُهذبة ومُنسقة بشكل يُميزه العين، ستفقد عبيرها ورونقها وستشعر بذبولها حتى وإن كانت خضراء.. فالخُضرة لا تعني الجمال دائماً، ولتنظروا إلى زوائد الأعشاب كيف تُفسد جمال البستان..

ولك أن تتخيل ملعباً جميلاً لكرة القدم مكسواً بالعشب الأخضر والمُنسق، فيما تجد في بعض زواياه بُقعاً من الطين شوهت هذه اللوحة الغنّاء فتصيب العين بالغثاء..

ولأن الجمال أمر نسبي في كل شيئ، إلا أننا نزيد دائماً في أطماعنا أن نراه مطلقاً، وهو أمر مستحيل، ولكن القليل منه قد يكفي إذا كانت القناعة كنز..

ما دفعني لهذه المقدمة التي قد تراها جميلة بعين، في حين قد لا تراها بالأخرى، هو الحالة التي وصل لها الفريق الأول بنادي الشاطئ، ومرحلة الانهيار التي عكفت مجالس الإدارات المتعاقبة عليه ترميمها على مدار ثمان سنوات ولم تفلح، (وفي كل مرة تسلم الجرّة)..

أسئلة كثيرة تداولها المحبون والغيورون على النادي يتساءلون عن أسباب الأزمات المتكررة في النتائج والتي لا تعتبر وليدة اللحظة، علّهم يجدون إجابة واضحة، ولكن دون جدوى، فمع أي انتصار للفريق يتناسون أسئلتهم السابقة، ويبدأون مرحلة جديدة مع الأسئلة عند هزيمة أخرى..

لم تدرك إدارة النادي ولاعبيه أن هناك جمهور (طيب وبسيط) -يجد في الفرح لقمة عيشه-، فحصد الجمهور تعباً لم يتعبه طوال حياته حتى لو عمل في الأشغال الشاقة..

نعود للحالة التي يعيشها النادي والتي أثرت بالسلب على نتائج الفريق، ورغم يقيني أن هذا التقرير لن يعجب الكثير منهم، إلا أن ما يدور داخل النادي حقيقة لا خيال..

تخبط إداري..

الإدارة ليست مناصب، ولا سيرة ذاتية، ولا مظاهر.. إنما عمل مقترن بمقدرات وإمكانات يمكن تذليلها بشكل لائق لتحقيق بعض النجاحات التي (تحفظ ماء الوجه)، ولكن الواضح أن هناك فجوة كبيرة بين إدارة النادي والفريق الأول  لكرة القدم الذي بدأ يتهاوى مع انتهاء الدور الأول، بدليل أن أعضاء المجلس تابعوا تدريبات الفريق على استحياء، لعدم قدرتهم على الالتزام بتوفير مستلزمات الفريق ومصروفاته، ما أدى إلى فقدان الثقة بين الإدارة والفريق بشكل كامل، فهل تعلم أن الفريق لا يملك أي كرة قدم صالحة للمباريات، واسألوا حكام المباريات الذين أداروا مباريات البحرية، وكانوا يستخدمون كرات الفريق المنافس..!

ســلطة..

لا يهم إن كانت السين (مفتوحة أو مضمومة) على اعتبار أن الطبق- شاهد حقيقي يجمعهما-، ولكني لا أعلم في أي من علوم كرة القدم يتم التعاقد مع لاعبين للفريق قبل التعاقد مع المدير الفني، قد يعتقد البعض أن الاسم وحده إذا كان لاعباً مشهوراً قد يشفع، إلا أن مثل هذه الحالة لا تنطبق على حالنا الرياضي، فالمنطق هو التعاقد مع المدير الفني، ومن ثم تحديد الصفقات المطلوبة بناء على رغبته واحتياجاته التي يراها مناسبة

على الهامش.. (بدأت مرحلة الذهاب وانتهت، ولم نر الجهاز التدريبي لفريق الشاطئ يرتدي بدلة رياضية موحدة، فالمدير الفني يرتدي الأزرق، ومساعده الأحمر، فيما يتفوق المدير الإداري بارتداء الكاوبوي)  

إعداد مُحبط..

فترة الاعداد التي خاضها الفريق مليئة بالإحباط فنجوم الفريق الذين تم التعاقد معاهم لم يحضروا تدريبات الفريق كاملة أمثال (سليمان العبيد، محمود عطية، وإسماعيل أبو شرف، ومحمد القاضي) نظراً لعدم حصولهم على مستحقاتهم المالية الموثقة في عقودهم، ناهيك عن الإصابات التي عانى منها الكثير من اللاعبين، وخاصة الشاب اللامع أحمد حسنين، الذي أصيب في شهر رمضان الماضي، وتم تجاهله لأشهر طويلة، ولا أعلم ما هي الإصابة التي لا يتم معالجتها لمدة ستة أشهر إلا إذا كانت (رباط صليبي) أو أكبر من ذلك، وممكن نسأل اللاعب نفسه..

موقف محير..

في التدريب الأخير الذي سبق مباراة اتحاد الشجاعية حدثت مشادة كبيرة بين اثنين من لاعبي الفريق وصلت لحد التطاول بــ (سب الذات الآلهية) والألفاظ النابية، وكتب المدير الفني للفريق "حمادة شبير" تقريراً بالحادثة لتوقيع العقوبة التي يستحقها اللاعبان، إلا أن الإدارة حاولت الإحاطة بالحادثة بعقوبة مالية، والضغط على شبير لمحاولة الدفع باللاعبين، ولكن شبير أصرّ على استبعادهما تماماً من المباراة، رغم محاولات رئيس النادي بتبرير الموقف بأن اللاعب الذي سب الذات الآلهية اضطرّ لهذا الفعل (سبحان الله)..

للتذكير: قبل عامين قام اللاعب الناشئ "محمد الخواجة" بنفس التصرف، وتم إيقافه ثلاث سنوات (لماذا)..؟

أنانية مطلقة..

لا يختلف اثنان على نجومية لاعب الفريق سليمان العبيد، إلا أن الأخير يتعامل باحترافية خاصة بأجندته، فتجده يبحث عن مجد شخصي يستطيع من خلاله تحقيق لقب هداف الدوري، غافلاً الدور الجماعي الذي يلعبه الفريق، واللعب بروح الفريق الكامل، فغابت خطورة زميله محمد القاضي الذي لم يسجل أي هدف في الدوري، رغم الفرص الكبيرة التي كان بإمكانه التسجيل من خلالها لو أحسن العبيد التصرف فيها بشكل جماعي، حتى أن الفريق أصبح أسيراً لأنانية العبيد باعتماده على الكرات الطويلة، فعاش خط وسط الملعب في حالة توهان بسبب الفراغ الكبير الذي أحدثه هذا النهج غير المبرر.. (هل من تفسير)..؟!

مسئولية كبيرة..

أن يستلم جهاز فني جديد قيادة الفريق بعد استقالة شبير في ظل الظروف والمعطيات التي ذُكرت سابقاً هي مغامرة غير محمودة العواقب، ورغم أن الجهاز لا يُسأل عن نتائج مبارتيه الأخيرتين، إلا أن الهزيمة بالأربعة أمام الهلال لا مبرر لها، ولكن المحاسبة يجب أن تكون في مرحلة الإياب، ولدى الجهاز الفني ربحي سمور ومساعده وائل حجاج، فرصة لإعداد الفريق قبل انطلاق مرحلة الإياب، والنجاح مرتبط بمعالجة كافة الأخطاء السابقة، وإلا لن تسلم الجرّة هذه المرة..

داخل الخبر تحت التفاصيل