هل يتوقف قطار الدوري بسبب الأزمة المالية ؟!

الأربعاء 2019-08-14 00:54:03 تعليقات: 0
هل يتوقف قطار الدوري بسبب الأزمة المالية

كتبت :حنان الريفي - نقلاً عن موقع سام سبورت  :

تضرب الازمة المالية معظم الاندية الفلسطينية  المشاركة بدوري  المحترفين  والدرجة الممتازة ، وكافة الأندية الأخرى بدرجاتها المختلفة، وبعد إعلان اللواء جبريل الرجوب  رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، ونائبه إبراهيم أبو سليم، بعدم وجود راعٍ للدوري، وعدم وضوح الرؤيا بخصوص منحة الرئيس محمود عباس ، ما تسبب في افراز العديد من المشاكل التي طفت على السطح في الايام الاخيرة لتصبح هناك ازمة ثقة بين الاندية واللاعبين ومدربيهم  .

فانتقلت الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها السلطة الوطنية الفلسطينية لتلقي بظلالها على المجال الرياضي والفرق المتبارية  في الدوريات المختلفة ، بعدما بدأت الاندية في التعاقد مع اللاعبين بمبالغ كبيرة لا تملكها بالأساس ، معتمدة على ما يأتيها من دعم عبر اتحاد كرة القدم الفلسطيني، ومنحة المجلس الأعلى للشباب والرياضة ، مما سبب وسيسبب بارتفاع  ديون  الأندية .

وقد تكون الأزمة المالية حجبت نجوم عن أندية كانت ترغب بضمهم لارتفاع المقابل المالي ، متمرسين في اللعب يطالبون ،  وفعليا الأندية لن تكون قادرة على صرف الرواتب الشهرية .

وهناك عمليا لاعبين هددوا بفسخ تعاقداتهم لعدم قدرة الأندية التي انضموا لها من دفع " مقدم " العقود المتفق عليها قبل بداية مباريات الدوريات ، وبنفس الحال ، يوجد عدد من المدربين بدوهم هددوا بفسخ عقودهم ، ولنفس السبب .

موقع سام سبورت حاور بعض المهتمين بهذا الموضوع :

صعوبة انطلاق الدوري الممتاز

أكد الدكتور عميد عوض رئيس نادي خدمات الشاطئ، أحد أندية الدرجة الممتازة في قطاع غزة، أنه  على يقين  ان الدوري سينطلق بموعده بجهود سيادة اللواء جبريل الرجوب الكبيرة ، رغم  ما يُشاع من  صعوبة انطلاق مسابقة الدوري العام الممتاز في موعدها المحدد يوم 31 أغسطس/ آب الحالي،

وقال عوض في تصريحات  صحفية  " ما أعلن عنه رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، ونائبه إبراهيم أبو سليم، بعدم وجود راعٍ للدوري، وعدم وضوح الرؤيا بخصوص منحة السيد الرئيس محمود عباس، وعدم رغبة شركة الاتصالات  " اوريدو" ، الاستمرار في الرعاية أحدث إرباكا كبيرا في أوساط الأندية ، لان الكثير من الاندية تعتمد بشكل كبير على حقوق الرعاية والمنحة الرئاسية لتغطية نفقات الدوري، ولكن الاندية جميعا تقف مع قرار اللواء جبريل الرجوب ، وتتأمل ان تمر هذه الازمة ، وينطلق الدوري في موعده المحدد.

وأوضح : "في ظل هذه الأوضاع لا يمكن التكهن بالمستقبل، ولكن رؤساء الاندية جميعا تساند رئيس اتحاد كرة القدم وتحاول ان يجدوا حلول للخروج من هذه الازمة المالية .

أزمة مالية متجددة

وتتجدد الأزمة المالية بداية انطلاق كل موسم كروي ،وتظهر على السطح مرة اخري ردود أفعال رؤساء اندية دوري المحترفين في محافظات الضفة الفلسطينية ،ودوري الدرجة الممتازة  والاولي في المحافظات الجنوبية، بسبب الأزمة المالية المتجددة كل موسم .

وقال  ايهاب أبو رمضان رئيس نادي الجلاء: أحد أندية الدرجة الاولي ، إن الاندية تعيش  حاليا ازمة مالية خانقة، تسبب بها عدم وجود ايرادات مالية للأندية ، مقارنة بالمصاريف الكبيرة، إلي جانب العديد من العقوبات التي يفرضها الاتحاد على الاندية كل موسم .

مؤكدا: على أن الخصومات والاقتطاعات التي يفرضها الاتحاد على الاندية، نتيجة العقوبات ، تؤثر سلبا على قدرة صناديق الاندية المالية للقيام بعملها، الي جانب الشكاوى التي لاحت على السطح وبدأ اللاعبين بالإعلان عنها ضد الأندية للمطالبة بمستحقاتهم المالية المتأخرة ، حيث  أن ارتفاع رواتب اللاعبين ومقدمات عقودهم، يعتبر سببا رئيسيا في الازمة المالية التي تضرب الاندية.

واضاف أبو رمضان : أن  الكثير من الاندية  امكانياتها لا تؤهلها لخوض الموسم الكروي بجهودها الذاتية الي جانب عجزها عن مستحقات لاعبيها ومدربيها المالية  وتضخم الديون على الاندية يدفع قطاع الرياضة للدخول في حالة تقشف كبيرة  .

 

مطالبة بتدخل الرئيس محمود عباس

فيما طالب الصحفي المخضرم محمود السقا عبر مقاله "نحث الخطي"  تدخل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس واثارة هذا الموضوع على اعلى المستويات، وتحديداً على مستوى الرئاسة.

وأكد انه على  ثقة ويقين ان السيد الرئيس يُدرك مدى اهمية الرياضة ودورها المحوري في الترويج للوطن والمساهمة في رفع شأنه، وحتماً فإنه لن يتوانى في اصدار تعليماته، من اجل تذليل كافة العقبات، التي قد تحول دون انطلاق الدوري في موعده.

وطالب السقا بتحرك الاندية ، فالله ، سبحانه وتعالى، لا يستجيب من ساكت، فلا يُعقل ان يحيق الخطر بأهم قطاع في الحركة الرياضية، من دون إعلاء الأصوات، وقرع اجراس الخطر.

الدوري بشقيه: "المحترفين" و"الممتاز" مظهر وطني مهم، ولا يجوز، ولا بأي شكل كان، ان يتوقف، لأن توقفه لا قدر الله معناه: اطلاق رصاصة الرحمة على نسيج الحركة الرياضية، وضرب رغبات الشباب بمقتل.

وكانت أصوات إدارية وإعلامية طالبت بإجراءات جذرية لهذه الازمة المتجددة عند انطلاق كل موسم كروي .

نادِ واحد خارج الازمة المالية

وهناك من بدأ منذ فترة من الزمن بإدراك الصعوبات التي تعصف بالأندية كل موسم كروي ، فاتجه الي الاعتماد على الموارد الحقيقية لناديه ، ليبدأ الاعتماد على موارده المالية  عبر منشآت النادي ، وقد يكون النادي الوحيد المعتمد على ذاته و هو نادي شباب جباليا ، النادي الوحيد الذي يستطيع خوض الدوري دون منحة الرئيس أو الشركة الراعية.

الحاج وليد شاهين رئيس نادي شباب جباليا ، أحد أندية الدرجة الممتازة في قطاع غزة، أعلنها صراحة في تصريحات صحفية  لموقع عام الرياضة " ان ناديه قادر على خوض  بطولة الدوري دون الاعتماد على منحة الرئيس  محمود عباس او رعاية الشركة الراعية في اشارة لإيرادات ناديه المالية.

ورأى رئيس نادي  شباب جباليا الحاج وليد شاهين ان إدارة الثوار، نجحت خلال السنوات الماضية بالعمل على بنية تحتية قادرة على جلب التمويل، من محلات و صالات و ملاعب أصبحت تحقق مكاسب كبيرة للنادي وهذا يُحسب له و لإدارة النادي ولجهود أبناء  النادي والجمهور المخلصين .

فقد استطاع شاهين ان يقفز بالنادي على الصعيد المالي والرياضي قفزة نوعية ، مُحققا اعتماداً ذاتيا للنادي عبر ايراداته المالية .

عدم الاستسلام

واعتبر فتحي ابو العلا الخبير الرياضي ، ان موضوع  الازمة المالية وخطورة عدم انطلاق الدوري في موعده غاية في الأهمية ويحتاج إلى أفكار ابداعية للخروج من هذه الأزمة المتوقعة سابقا.

حيث  أن الازمة المالية التي تضرب بأندية المحترفين والممتازة وغيرها من الاندية ، سببها غياب المشروعات الاستثمارية للأندية، والاعتماد الكلي على ايرادات اتحاد كرة القدم الفلسطيني، الذي يوفر الشركة الراعية ، وعلى منحة السيد الرئيس .

واضاف أبو العلا :ان  الظروف في السنوات السابقة ساعدت في تسيير الأمور بالحد الأدنى رغم ما واكبها من أزمات مالية ، والمطالبة بتأجيل البطولات ، وتهديد الاندية بعدم المشاركة في الموسم الكروي.

 وشدد: على أننا اليوم ، امام مواجهه شاملة عنوانها الرئيسي " عدم الاستسلام "، والإصرار على استمرارية البطولات الرسمية التي ينظمها الاتحاد ، والمضي قدما في توحيد القرارات،  سواء الموجهة للجهات الرسمية،  أو الجهات الأهلية، ومن ضمنها ما يخص اللاعبين واستحقاقاتهم او ما يخص الجماهير ومساهماتهم .

 لان القضية أصبحت تشكل خطرا على حاضر ومستقبل الكرة الفلسطينية عامة والكرة الغزية بصفة خاصة ولا بد من وجود حلول واقتراحات تحافظ على استمرارية البطولة وفي نفس الوقت العمل بشكل جماعي لتوفير الحد الأدنى من مقومات هذه الاستمرارية ،فعندما لا تكون الأوضاع المالية على ما يرام لا تجدي الألقاب شيئا.

ويعتقد فتحي أبو العلا : أننا جميعا نقف كعامل مساعد لدعم الأندية والحصول على حقوقها المشروعة في تأهيل ورعاية الشباب ،وحاضنة لتربية الناشئين، وصقل مواهبهم و ابداعاتهم فاقتحام الاندية لعالم الاحتراف الكروي يجب ان يرافقه بنية تحتية لتطبيق مشروع الاحتراف الذي يحتاج الى نفقات مالية كبيرة تفوق امكانات الاندية في ظل غياب حلول لمعالجة ديون أكبر الأندية.

داخل الخبر تحت التفاصيل