كتب : محمود السقا

كنت أتوقع أن يُسارع اتحاد الكرة إلى إصدار بيان رسمي يتضمن اعتذار شركة "أوريدو" عن الاستمرار في رعاية دوري المحترفين في المحافظات الشمالية، وللدرجة الممتازة في المحافظات الجنوبية، بدلاً من تكليف عضو المكتب التنفيذي صلاح أبو العطا كي يُفصح عن هذا الخبر المزعج حقاً.

لا أريد الخوض في تكليف أبو العطا ودوره في تمرير معلومة الاعتذار، فقد سبق وطرقت هذا الموضوع في وقفة ماضية، وكنت أتوقع أن يتفاعل معها اتحاد الكرة بحيث يضع الأمور في نصابها، تأكيداً أو نفياً، بدلاً من التزام الصمت وترك الحبل على غاربه في هذا الاتجاه.

الاعتصام بالصمت، مع انه فضيلة، لكن ليس مستحباً ولا مُحبذاً في جميع الأوقات، فهناك أمور على قدر كبير من الأهمية، وتحتاج إلى توضيح وتبصرة، سواء تعلق الأمر بالإعلان الرسمي عن اعتذار "أوريدو"، أو حتى الدفع بالسيد صلاح أبو العطا ليتصدر المشهد الكروي في قطاع غزة.

ليس هناك ما هو افضل من المكاشفة والمصارحة والنزوع باتجاه الشفافية، خصوصاً في الشق المتعلق بالعمل الجماهيري، والذي يتصدر مشهده كل ما له علاقة بالحركة الرياضية، باعتبارها الأكثر نشاطاً وحراكاً وتأثيراً بأحداثها التي لا تتوقف على مدار الأيام والسنين.

اعتذار "أوريدو" يحتاج إلى إعلان رسمي، وفي حال تأكيد الخبر، فإن فيضاً من الأسئلة سوف يطرح نفسه على نحو.. هل هناك بديل؟ وبالطبع فإن "جوال" خارج سياق السؤال، لأنها دائمة التفاعل والرعاية للكثير من مفاصل الحركة الرياضية بما في ذلك الألعاب غير الجماهيرية؟

تُرى ما الذي دفع "أوريدو" كي ترفع يديها عن رعاية الدوري؟ هل وجدت فيه سلعة غير مغرية ولا ناجعة للترويج لسياساتها وبرامجها وخطواتها، الآنية منها والمستقبلية؟ أسئلة كثيرة بالإمكان طرحها على هذا الصعيد.

** الأيام - نحث الخطى