فوتبول - الحكم الدولي محمد الشخ خليل

وضع قانون كرة القدم من اجل متعه الجماهير في تطبيق العدالة , سلامة اللاعبين والمسواة بين الفريقين وتؤكد الفيفا في توصياتها للحكام  لتلافي الاخطاء والمحافظة على سلامة للاعبين ومتعه المشاهدة للمباراة ، وان مستوى التحكيم يرتبط طرديا مع مستوى شدة المنافسة وقوتها وضغوطاتها النفسية ، ويعتبر الحكم من اهم المقومات الاساسية في تطوير لعبه كرة القدم والذي يستمد نجاحه في  تطبيق التعديلات والتغيرات التى تطرأ على بنود القانون من اجل التطور.

(الشخصية - الثقة – الضبط الذاتي – التحكم في التوتر – الاصرار– الرغبة – الحساسية ) صفات اساسية لابد من توافرها في الحكم الجيد  امام  مواجهة الضغوطات النفسية التي تحيط به في اجواء المنافسة  وتجعله قادر على ان يجعل لنفسه (كريزمة) معينة يعرف بها تساعده  للوصول للنجاح، ولنتعرف على هذه السمات :

شخصية الحكم  : ان الظروف التى يعشها حكم كرة القدم مليئة بالانفعالات وحافلة بالتوتر والقلق وكذلك ولأنه يواجه اعداد كبير من الجماهير على اختلاف ثقافتها وبيئتها بما قد تنعكس على قدرات الحكم وتؤثر عليها نتيجة السمات الانفعالية التي يواجهها الحكم .

 وتختلف سمات الشخصية للحكام عن بعضهم  فمنهم  يريد لنفسه ان يكون افضل حكم , واخر لا يشعر بالملل في المباريات التى تتصف بالتحدي , ومنهم من يمارس التحكيم للشهرة والمكانة الاجتماعية , ومنهم من يستمتع بالمباراة التى يقودها رغم الاخطاء التحكمية , واخرون يجعلون صفة الاصرار في ادائهم التحكيمي لسعي لتحقيق النجاح .

ووفي نفس السياق يري بعض الحكام انه  يتجاهل غضب اللاعبين عند الاعتراضات بعد اطلاق الصافرة  , والاخر يري ان  السب والشتم يضعف من تركيزيهم  رغم قوة اعصابه اثناء المباريات الجماهيرية , والقليل منهم اكد انه يعزل نفسه كليا عن التفكير ليكون يقظا واكثر انتباها , وهناك من يعشق المباريات التى تتصف بالإثارة والندية وشدة المنافسة للحضور الجماهيري الذي يملأ المدرجات .

الثقة بالنفس  : وهى من عوامل النجاح والابداع في المجال التحكيمي وتولد لديه  الانتباه والتركيز , والتي تعتبر من الصفات الاساسية لتأثيرها على اداء اللاعبين والسيطرة عليهم , اضافة الى انها تعد مهاراه نفسية تحسن من الاداء الجيد كلما اذادت ثقة الحكم بنفسه ، وتجعله قادرا على الثبات عند اتخاذ القرارات  وتمكنه من قيادة المباراة بنجاح.

الضبط الذاتي : هو جاهزية الحكم لتطوير اداؤه وفهمه التكتيكى والتكنيكى  بجانبي التحكم والالتزام والاندماج والتفاعل في جو المباراة من اجل الوصول الى اكبر قدر من الحيادية والثبات في القرار , والاحتفاظ به طوال المباراة من خلال المرونة ليكون قادرا ان يحافظ على ادائه من خلال تحركاته وتمركزه لايجاد خط رؤية واضحة .

التحكم في التوتر : نتيجة الضغوطات التى يمارسها الاعلامي الرياضي وكذلك  صيحات الجماهير المؤازرة من هتافات وغيره, مما يولد لدى الحكم توترا كبيرا يسعى من خلاله قيادة المباراة بنجاح , وهذا التوتر يكسبه  صفة الهدوء كي يتصرف بشكل جيد في مواجه المواقف الصعبة التي تحدث معه ، والقدرة لتغلب على القلق قبل واثناء وبعد المباراة .

الاصرار : وهي من اهم الاساليب التي يستخدمها الحكم للخروج بنجاح لإدارة المباراة , وعندما يتولد لديه الاصرار والعزيمة في التغلب على الصعوبات من خلال تفاعله وتصوره العقلي للأحداث التى قد تصدر من اللاعبين , هذا الشعور قد يحدث تغيرا ايجابيا على اجواء المباراة ويمنحه القدرة على كيفية التعامل في فن وادارة اللاعبين بذكاء .

الشخصية : الحكم الذي يبنى شخصيته من خلال ثقته بنفسه الناجمة من القرارات السليمة فهو قادر على تحمل الاخطاء ومحاولة تصحيحها والعمل الاستفادة من تجاربه وخبراته السابقة , وعند قيادته للمباراة يعمل على حث اللاعبين على الاداء الجيد واللعب النظيف ويكثر من التنبيهات والتحذيرات لديهم وان يتصرف حسب ما يتطلبه القانون من خلال اصدار العقوبات الفنية والادارية .

الرغبة : تعتبر ظاهرة العنف  اللفظي اثناء الهتافات الجماهيرية التي تشهدها ملاعبنا الغزية نتيجة لضغوطات الناجمة من الظروف المعيشية , وهناك الاعتداءات الجسدية واللفظية بالسب والشتم وما يقابلها من عدم الحصول على جانب مادي زهيد يقتضيه الحكم , هاد مما يجعله ليكون لديه الرغبة في الجانب الشخصي بكفاحه ونجاحه من اجل تفوقه والسعي لخطف الشهرة والاضواء من نجوم اللعبة والحصول على مكانه مرموقة .

الحساسية : وهذه الصفة الجيدة التى تكمن داخل الحكم ويستخدمها لخوفه من الوقوع في أخطاء  قد يرتكبها في المباريات أو يتم الاعتداء عليه من الاداريين او اللاعبين او الجمهور خاصة بالمباريات الجماهيرية ، اضافة الى النقد الاعلامي له مما يولد عنده  ان يقوم بأداء جيد ليكون الافضل ويحاول الابتعاد عن الاخطاء التى تولد له الاكتئاب .