الأيام - كتب محمـد عوض :

قبل انطلاق الموسم الكروي الحالي، بدت ظروف ثقافي طولكرم صعبة، وأشارت لذلك بوضوح العديد من الإشكاليات التي حصلت داخل أروقة النادي، إضافةً إلى حالةِ ضعف الاستقرار على مختلف الأصعدة، وامتدت الآثار إلى الانتقالات الشتوية، التي لم تتحرّك فيها إدارة النادي، على الرغم من الحاجة الماسة لعناصر جديدة.

"العنابي" يمتلك في صفوفه العديد من اللاعبين المميزين، وفي مختلفِ الخطوط، مثل: "معاذ مصطفى، أحمـد قطميش، أسامة الصبّاح، حسيب العلي، معن جمال"، وغيرهم، لكن المستوى العام للتركيبة كان متواضعاً إلى حدٍ بعيد، وأدى ذلك إلى التعرّض لمسلسل من سوء النتائج، أوقع الفريق في ضائقة الهبوط إلى الأولى.

ضعف الاستقرار الإداري، خلقَ انعكاسات سلبية للغاية على أداء المنظومة فوقَ البساطِ الأخضر، وأحدث ترديا على صعيد كسب النقاط، ولم يكن ذلك مرضياً على الإطلاقِ بالنسبةِ للمشجعين، الذين يتطلعون إلى ضرورةِ تواجد ثقافي طولكرم في ترتيبٍ مناسب، يليق بسمعةِ، وتاريخ، واسم النادي العريق.

حاجةُ "العنابي"، كانت ماسة لإيجادِ بيئة إدارية أفضل، يلتف حولها كل مشجع، وكل لاعب، ولأن ذلك لم يحصل، حدث تراجع في المستوى الفردي للعديد من اللاعبين، وباتت مراكزهم تعد "ثغرات" أحياناً بالنسبةِ للمنافسين الآخرين، كما انخفضت الروح القتالية، والمعنوية، وتلاشت جزئياً شخصية الفريق.

ثقافي طولكرم، يحتل المركز العاشر على سلم الترتيب العام، برصيد 16 نقطة، جاءت من ثلاثة انتصارات على حساب: القوات الفلسطينية بخماسية، وشباب السموع بثلاثة أهداف لواحد، وبذاتِ النتيجة على أهلي قلقيلية، بمعنى أن الفريق لم يستطع الفوز إلا على فرقٍ تعاني نفس معاناته، بل أكثر بكثير.

لاعبو "العنابي"، سجلوا 17 هدفاً خلال 19 جولةً من دوري الأضواء، وتلقت شباك فريقهم 24 هدفاً، والفارق بينهم وبين أهلي قلقيلية، أقرب المتواجدين في المنطقة الحمراء، يبلغُ ثلاث نقاط فحسب، وبالتالي، فإن الخسارة في أي مباراة، وتحقيق الأهلي انتصاراً، يعني جعل المسألة تتجه نحو مزيد من التعقيد.

ثلاثُ مباريات متبقية على عمرِ دوري المحترفين لثقافي طولكرم، ستكون أمام: أهلي الخليل، شباب الخليل، مركز الأمعري؛ فرق القمة المذكورة، ستقف أمام "العنابي" بهدفِ تحقيق أفضل مركز، وترنو جميعها إلى وصافةِ الترتيب العام، إذا حققت المرجو، واستفادت من النتائج الأخرى، والسؤال: ما مصير ثقافي طولكرم هذا الموسم؟