إنجاز الفدائي يستحق أن يتحول إلى مسار

الأحد 2025-12-21 11:15:22 تعليقات: 0
إنجاز الفدائي يستحق أن يتحول إلى مسار

غزة / كتب حسام الغرباوي:

نعيش اليوم على وقع إنجازٍ وطنيٍّ لافت، حققه المنتخب الوطني الفلسطيني الفدائي في بطولة كأس العرب، إنجازٌ تجاوز حدود النتائج والأرقام، ليؤكد أن الكرة الفلسطينية قادرة على الحضور والمنافسة، حتى في ظل أقسى الظروف وأعقد التحديات.

لقد شكّل ما تحقق في كأس العرب محطةً مفصلية في مسيرة المنتخب، ليس فقط لما حمله من أداءٍ قويٍّ وروحٍ قتالية عالية، بل لما عكسه من تطورٍ واضح في الشخصية الفنية والذهنية للاعب الفلسطيني، فقد دخل الفدائي البطولة بثقة، وواجه منتخبات عريقة، وفرض احترامه بأسلوب لعبٍ منظم، وانضباطٍ تكتيكي، وإصرارٍ واضح على تمثيل فلسطين بأفضل صورة وطنية ورياضية ممكنة.

ويأتي هذا الإنجاز في وقتٍ تتواصل فيه محاولات الاحتلال لعرقلة تطوير الرياضة الفلسطينية، من خلال التضييق على اللاعبين، وتقييد حركتهم، واستهداف البنية الرياضية، في مسعى واضح لمسح الذاكرة الفلسطينية وتاريخها الرياضي، إلا أن العزيمة الوطنية كانت، كعادتها أقوى من كل هذه المحاولات، فتحول هذا الواقع القاسي إلى مساحة صمود، ورسالة وجود، ومنبرٍ لإثبات الحق الفلسطيني.

ويُحسب الدور المركزي في الوصول إلى هذه المرحلة للعمل المؤسسي الذي يقوده الفريق جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، والذي أسس منظومة رياضية قائمة على أسس وطنية واضحة، ورؤية استراتيجية تؤمن بأن الإنجاز لا يُصنع بالصدفة، بل بالتخطيط، والاستمرارية، وبناء الإنسان الرياضي قبل البحث عن النتيجة.

إن ما قدمه الفدائي في كأس العرب يجب أن يُنظر إليه كنقطة انطلاق، لا محطة وصول، فالبناء على هذا الإنجاز بات ضرورة وطنية ورياضية، من خلال الاستثمار في استقرار الجهاز الفني، وتطوير الفئات العمرية، وتعزيز فرص الاحتكاك الخارجي، وتوفير الدعم النفسي واللوجستي للاعبين، بما يضمن تحويل الإنجاز المرحلي إلى مسارٍ مستدام من النجاحات.

كما أن الزخم الجماهيري والإعلامي الذي رافق مشاركة الفدائي في كأس العرب يشكل فرصةً حقيقية لتعزيز الثقة بالمنتخب، وترسيخ ثقافة الإيمان بالقدرة على المنافسة، وتوحيد الشارع الرياضي الفلسطيني خلف مشروعٍ وطني جامع، عنوانه "فلسطين حاضرة وتنافس".

ختامًا، أثبت الفدائي في كأس العرب أن الحلم الفلسطيني مشروع، وأن الإنجاز ممكن، وأن الرياضة قادرة على حمل الرواية الوطنية إلى العالم. ويبقى التحدي الأكبر اليوم هو حسن استثمار هذا الإنجاز والبناء عليه، حتى يواصل المنتخب مسيرته بخطى واثقة نحو إنجازات أكبر، تليق باسم فلسطين وتاريخها ونضالها.

داخل الخبر تحت التفاصيل