القائم بالاتصال والتحول الرقمي

الإثنين 2025-02-03 15:50:04 تعليقات: 0
القائم بالاتصال والتحول الرقمي

د. سلطان عدوان:

ساهمت الثورة التكنولوجية في تغيير العديد من المفاهيم المتعلقة بالإعلام والاتصال، حيث بات الاتصال معروفاً بأنه نقل وتبادل المعلومات والأفكار والاتجاهات والميول والعواطف من المرسل إلى المستقبل عبر بث الرسائل المتنوعة واستقبالها من خلال النظم الرقمية ووسائلها المختلفة الأكثر تنوعاً وتفاعلاً لتحقيق أهداف التأثير وتعديل الاتجاهات والسلوك.

وأصبح القائم بالاتصال أو المرسل الذي يصنع وينتج الرسالة أحد أبرز مكونات الاتصال (المرسل والرسالة والوسيلة والمستقبل والتغذية الراجعة) يتمتع بدور محوري ومهم في توصيل وتقديم رسالته الى الجمهور في ضوء التحول الرقمي الذي وفر أدوات ووسائل جديدة لصناعة المحتوى وتخطى حدود الزمان والمكان.

فاعلية القائم بالاتصال:

تتحقق فاعلية القائم بالاتصال عندما يتمتع بمهارات شخصية أبرزها الجاذبية والتفكير والإبداع والتوجيه والإرشاد والقيادة والاقناع، والمصداقية والقدرة على نقد المصادر والتأكد منها قبل نشرها في ظل عصر المعلومات المتدفقة.

وتزداد الفاعلية بمعرفة وإدراك مضمون الرسالة، إلى جانب مهارات الاستماع الجيد والكتابة والتحرير والقوة في تقديم المضمون البسيط والواضح والمعلومات الصحيحة بطريقة جذابة تتناسب مع منصات الوسائط المتعددة وتتماشى مع خصائص العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي.

وكذلك التمتع بمهارات فنية وتقنية وإدارية تمكنه من التعامل مع الأدوات والمنصات الرقمية، وانتاج المحتوى بوسائل جديدة وأشكال متنوعة تتناسب مع أذواق الجماهير، والالمام بالتخطيط وإدارة الأزمات وتحليل البيانات وقياس تأثير المحتوى، ومواكبة كل جديد يتعلق بالتطورات التكنولوجية من خلال الدورات تدريبية وورش العمل.

مزايا التحول الرقمي:

أصبح القائم بالاتصال هو قلب عملية التواصل في عصر التحول الرقمي الذي منحه العديد من المزايا من بينها تعديل الرسالة وتسهيل عملية التواصل والتفاعل المباشر والفوري مع جمهور واسع في زمن قياسي ما يضمن تقديم محتوى أكثر دقة للجمهور المستهدف، وتحسين الاستراتيجيات الاتصالية في المستقبل.

كما أتاح له إمكانية التنويع في المحتوى المقدم من خلال دمج النصوص مع الصور والفيديوهات والبث المباشر لتحفيز اهتمام الجمهور، والابتكار في استخدام وتوظيف وسائل الاتصال التي تؤثر في زيادة فاعلية الرسائل الموجهة، والتعرف على ردود الأفعال.

تحديات تواجه القائم بالاتصال:

هناك تحديات قد تواجه القائم بالاتصال في أداء مهامه في عصر التحول الرقمي من بينها الصعوبة في مواكبة التحديثات المستمرة للتقنيات والأدوات الرقمية الجديدة، وقلة الامكانيات المادية لدى بعض المؤسسات.

والتحدي الأبرز هو الازدحام المعلوماتي، حيث يتعرض الجمهور لموجات ضخمة من المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية تؤدي إلى صعوبة تمييز الرسائل المهمة وسط الكم الهائل من المحتوى.

وتطفو على السطح أيضاً إشكالية التفاعل الزائف أو السلبي في بعض الأحيان، وقد يعمد البعض إلى نشر معلومات غير دقيقة أو تحريف الحقائق مما يؤثر على فاعلية التواصل وموثوقية الرسائل، وهذا يتطلب بذل المزيد من الجهد من قبل القائم بالاتصال لتصحيح المعلومات وتقديمها بشكل احترافي لمخاطبة الرأي العام.

والخلاصة أن أهمية التحول الرقمي أضاف الكثير لمكونات العملية الاتصالية وعلى رأسها القائم بالاتصال أو المرسل، ومهد له الطريق أمام توظيف العديد من المنصات التفاعلية والوصول إلى الجماهير العريضة بسرعة فائقة والتعرف على ردود أفعالها، ومكنه من قياس اتجاهات الرأي العام، وإعادة صياغة وتعديل الرسالة ونشرها دون التقيد بالحدود الزمانية والمكانية.

 

داخل الخبر تحت التفاصيل