" سـيـمـفـونـيـة الـفـقـراء" فـي كـرة الـقـدم !!

الثلاثاء 2015-05-05 21:20:03 تعليقات: 0
 سـيـمـفـونـيـة الـفـقـرا  فـي كـرة الـقـدم
من مباريات الدوري

فوتبول - محمد الشيخ خليل

ما دفعني للكتابة هو الانتقاد نحو الاتجاه السليم وبعد علامات التعجب التي لاحظتها وسمعتها خلال مشاهدة مباريات بطولة الدوري الغزي ، وجدت أن الملل يسيطر بشكل كبير على الجماهير ، وهذا ناتج عن بعض اللاعبين الذين يكثرون السقوط بداعي الاصابة  من أجل  التحايل على حكم المباراة ، وتارة أخر لفقدان الكرة لاعتقادهم بأنهم  يوهمون عشاقهم انهم مصابين  ، واحيانا لأخد قسط من الراحة أو إضاعة  الوقت  ، وهنا يجب على الحكم محاربة الظاهرة لأنها لا تخدم تطوير اللعبة باعتبار كرة القدم فرحة وتنافس شريف وليست عروض مسرحية .

من خلال متابعتي بدقة لأحداث إحدى المباريات امتنعت عن الكتابة وقمت بإحصاء نوع جديد هو تحايل اللاعبين الذي بلغ  (28) مرة  بالوقوع على الارض ، منهم  نتيجة  الاحتكاكات والباقي بادعاء الاصابة  خوفا من اقاء اللوم عليه  ، فضلاً عن  (25) حالة روح رياضية بإخراج الكرة من اجل علاج اللاعبين واخذ قسط من الراحة ، مما جعل الملل يلقي بظلاله على الحضور وافقادهم للمتعة الحقيقية ، والاغرب من ذلك حالة التوتر الشديد للاعبين بين لاعبي الفريقين  والتشاجر اكثر من مرة مما جعل الحكم يتدخل بالتنبيهات او اشهار البطاقات .

كثرة الاخطاء التي يرتكبها اللاعبون وايقاف اللعب لأكثر من مرة خلال دقائق الشوطين وهو ما يعطل المتعة الفنية بين الفريقين ويؤثر على الفرق ، اضافة للتوتر والقلق الذي ينتج عنه توقف اللعب باستمرار جراء الإصابات والسقوط المتكرر للاعبين.

ما يفسد متعة المشاهدة  نتيجة توقف اللاعب، وكثرة "الفاولات"، فاللاعب الفلسطيني والغزي خاصة  بشكل عام، سريع السقوط، وسريع الإصابة، وهنا لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل البنية الجسدية ونوعية أو ثقافة التغذية التي تؤثر بدورها على المجهود البدني والتعب .

ومن الضروري أن نتطلع إلى أفكار "استراتيجية" بعيدة المدى تجعل ملاعبنا تتوفر على لاعبي كرة قدم حقيقيين متكاملي البنية، فائقي المهارة، أصحاب توافق بدني ذهني سليم ، وهنا اتذكر قول  الكاتب( الشهير أنيس منصور) إن المتعة الحقيقية هي كرة القدم، فجماهيرها متألقة طوال الوقت وتشعر بالبهجة والفرحة، وكتب مقاله الرائع: "العب العب  ليطول عمرك) .

ويقول  (منصور): مسكين كل إنسان لا يحب كرة القدم هذا  اقتناعي أخيراً.. إنني أندم اليوم على كل السنوات التي مضت من دون أن أضيعها  بالجلوس في الملاعب أو في المدرجات أصرخ وأصفق وأهتف للكرة تنطلق يمينا و يسارا  وتهز الشباك ، من اجل رسمة البسمة  وجلب الفرح والسعادة  ونسيان الهموم والاحزان .
ما نتمناه من لاعبينا ان يقدموا اجمل ما لديهم من اداء راقي ، وتنافس شريف من اجل عزف اجمل سيمفونية  على المستطيل الاخضر لتنعكس ايجابيا في نزع الآهات والاعجاب لتجسد المعنى الحقيقي لكرة القدم ومتعتها .

داخل الخبر تحت التفاصيل