قُبلةُ فخرٍ على جبينِ الفدائي

السبت 2025-12-06 12:55:16 تعليقات: 0
قبلة فخر على جبين الفدائي

غزة: كتب حسام الغرباوي

من القدس إلى غزة، ومن الضفة إلى الداخل المحتل والشتات، يتوحّد الفلسطينيون على قلب رجل واحد لتشجيع المنتخب الوطني الفلسطيني " الفدائي ".

هناك، حيث تُصنع اللحظة التي يتوقف فيها الوجع قليلاً، ويتحوّل الأنين إلى هتاف، ترتفع رسالة الشعب الفلسطيني واضحة "فلسطين تجري في عروقنا كما تجري في خطوات الفدائي".

لقد أصبح الفدائي مرآةً لصمود شعبٍ يُحاصر ويُقصف ويُقاتل ويصارع من أجل الحياة، ويجد في كل مباراة مساحة صغيرة للفرح، ونافذة لالتقاط الأنفاس من القهر والوجع، وجسرًا يربط الفلسطينيين بعضهم ببعض مهما ابتعدت المسافات واختلفت الجغرافيا.

شغف… يعلو فوق الألم

لا شيء يوقف الفلسطيني عن متابعة الفدائي، في الأزقة المحاصرة بغزة التي تعيش الإبادة، وفي حواري القدس التي يثقلها الاحتلال بالبطش والتدمير ومصادرة الأراضي وهدم البيوت، وفي مخيمات الشتات، وفي مدن الضفة التي تصمد كل يوم وتصحو على الاغتيالات والاقتحامات والاعتقالات، يهتف الناس باسم منتخبنا، يراقبون كل لمسة وكل تمريرة وكل محاولة تسجيل، وكأنها عنوان جديد لفرحة تمنح شعبنا فسحة من الأمل بالخلاص من هموم الاحتلال.

إنه شغف لا يشبه أي شغف آخر؛ فالمباريات ليست مجرد حدث رياضي، بل لحظة انفراج جماعية يعيشها شعبٌ يمضي يومه بين جراح وآلام وركام وذكريات موجعة، ومع ذلك، حين يلعب الفدائي… تتوقف كل الأصوات، وتبقى فقط صيحات الفرح تكسر سياج القهر.

كرة القدم تقاتل

ما يقدمه المنتخب الوطني من عروض ونتائج يُجسّد صمود شعبنا الذي يعاني الأمرّين، ويواجه محاولات الاحتلال المتكررة لكسر إرادة الفلسطيني وحرمانه من أبسط حقوقه الرياضية، فالاحتلال الذي يمنع تنقّل اللاعبين، ويقيّد حركة الرياضيين، ويرفض إدخال المعدات الرياضية، ولا يتردد في تدمير الملاعب والمنشآت تحت ذريعة واهية لم يستطع إطفاء شعلة الفدائي ولا تعطيل مسيرته المشرقة، بل على العكس، جعل منتخبنا أكثر صلابة، وجعل اللاعبين أكثر تمسّكًا بالرسالة الوطنية التي يحملونها على أكتافهم في كل مباراة، مؤكدين أنّ فلسطين تستحق الحياة… وتستحق الفرح.

احتفالات رغم الألم

حين يسجّل الفدائي هدفًا، لا تبقى الضفة كما كانت، ولا غزة كما كانت، ولا القدس ولا الشتات كما كان… يتغير كل شيء، حيث تتعالى التكبيرات في غزة فوق أصوات القصف، ويرتفع العلم في القدس رغم القبضة الحديدية، ويتحوّل الحزن في الضفة إلى تصفيق، وتتمازج الهتافات في مخيمات لبنان وسوريا والأردن، إنه الفرح الذي يأتي من بين الأوجاع، فيصبح أكبر وأصدق وأعمق.

قبلة الفخر لا تغيب

ختامًا… إن صمود الشعب الفلسطيني هو سرّ قوة الفدائي، وقوة الفدائي هي انعكاس لروح هذا الشعب الذي لا ينكسر، من بين الركام والحصار والوجع، يبقى المنتخب الوطني عنوانًا للفرحة، ودليلًا على أن الفلسطيني قادر على صناعة الجمال حتى وهو يواجه الموت.

ولأن الفدائي ليس مجرد فريق، بل هو قضية وهوية ورمز، فإن شعبنا ينتظر منه المزيد… المزيد من النتائج التي تليق بتاريخ شعبٍ يرفض أن تُكسر إرادته، والمزيد من العروض التي تُبقي قبلة الفخر دائمًا على جبين الفدائي.

داخل الخبر تحت التفاصيل